للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امرأة من جهينة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي حبلى من الزنى، فقالت: يا رسول الله أصبتُ حدًّا فأقمه عليّ، فدعا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وليَّها فقال: "أحْسِنْ إلَيها فإذا وَضَعَتْ فأتِني بِهَا، ففعل،

ــ

مهملتين ثم تحتية ثم نون مصغر ابن عبيد بن خلف بن سلول بفتح المهملة وضم اللام الخزاعي الكعبي الصحابي الجليل أسلم عام خيبر سنة سبع هو وأبو هريرة معًا وغزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوات وبعثه عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة ليفقههم وكان الحسن البصري يحلف ما قدم عليهم رجل خير لهم منه وكان مجاب الدعوة كثير العلم أبيض الرأس واللحية يلبس الثياب الحسنة واعتزل الفتنة وكانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوى تركته فلما ترك الكي عادت تسلم عليه الملائكة قال ابن سيرين سقى بطنه ثلاثين سنة وكان يعرض عليه الكي فيأبى وينهى عن الكي حتى كان قبل موته بسنتين فاكتوى ثم ترك ولي القضاء أيامًا لابن عامر فقضى على رجل بشيء

فقال له والله لقد قضيت علي بجور وقال شهد علي بالزور قال وما قضيت عليك فهو في مالي والله لا أجلس مجلسي هذا أبدًا روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قيل مائة وثمانون حديث اتفق الشيخان منها على ثمانية وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بتسعة روي عنه إنه قال ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأوصى لأمهات أولاده بوصايا وقال من صرخ على منهن فلا وصية لها ومات بالبصرة سنة اثنين وخمسين وقيل سنة ثلاث واختلف في إسلام أبيه والصحيح إنه أسلم هو وأبوه معًا وذكره البخاري وغيره في الصحابة وحديث إسلام أبيه أخرجه الترمذي في الدعوات من جامعه وصححه ابن حبان والحاكم وذكره أبو الحسن المرادي في جملة العميان من الصحابة رضي الله عنهم كذا في العمدة للقلقشندي. قوله: (امْرأَةً مِنْ جُهينةَ) بضم الجيم وفتح الهاء بعدها مثناة تحتية ساكنة ثم نون ثم هاء اسم قبيلة في بعض طرق مسلم امرأة من غامد قال المصنف في شرحه وغامد بالغين المعجمة ودال مهملة بطن من جهينة. قوله: (أَحِسنْ إليْهَا) قال المصنف هذا الإحسان أي الأمر به له سببان أحدهما الخوف عليها من أقاربها أن تلحقهم المغيرة ولحاق العار بهم أن يؤذوها فأوصى بالإحسان إليها تحذيرًا من ذلك والثاني رحمة لها إن قد تابت وحرض على الإحسان إليها لما في قلوب النّاس من النفرة من مثلها وإسماعها الكلام المؤذي فنهى عن ذلك كله. قوله: (فإِذَا وَضَعَتْ الخ) فيه إنه لا يرجم الحبلى حتى تضع

<<  <  ج: ص:  >  >>