ويعملون فيها، فقال:"اعْمَلُوا فإنَّكمْ عَلى عَمَلٍ صَالِحٍ".
[باب استحباب مكافأة المهدي بالدعاء للمهدى له إذا دعا له عند الهدية]
روينا في كتاب ابن السني عن عائشة رضي الله عنها قالت:"أهديت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاة، قال: اقسمِيها، فكانت عائشةُ إذا رجعتِ الخادمُ تقول: ما قالوا؟ تقول الخادم: قالوا: بارك الله فيكم، فتقول عائشةُ: وفيهم بارك الله، نردُّ عليهم مثل ما قالوا، ويبقى أجرنا لنا".
ــ
أي يحصل منهم السقي فهو من تنزيل المتعدي منزلة اللازم أنه من حذف المفعول للعموم أي يسقون كل النّاس لا يميزون شريفاً عن مشروف (ويعملون فيها) أي ينزحون منها الماء ويصبونه في الأحواض ليشربه النّاس. قوله:(على عمل صالح) هو نفع المسلمين العام لا سيما بهذا الشراب الذي به حياة النفوس والله أعلم.
[باب استحباب مكافأة المهدي بالدعاء للمهدى له إذا دعا له عند الهدية]
اللام لام التقوية والمهدي مفعول المكافأة وهو مصدر مضاف لفاعله والمراد يستحب أن يكافيء المهدي بصيغة اسم الفاعل بالدعاء المهدي له بصيغة اسم المفعول إذا دعا له عند وصول الهدية ليكون الدعاء في مقابلة الدعاء ويفوز بما سبق له من الفضل والعطاء. قوله:(إذا رجعت الخادم) ظرف لتقول أي تقول عائشة وقت رجوع الخادم. قوله:(ما قالوا) أي المهدي إليهم. قوله:(قالوا: بارك الله فيكم) أي طلباً لمكافأة الإحسان ببذل الدعاء. كقوله:(نرد عليهم) أي نرد عليهم دعاءهم مثل ابتدائهم بالدعاء إلينا ليكون الدعاء منا مقابل الدعاء لنا ويبقى لنا أجر ما لنا أي الأجر الكامل وإلا فالظاهر أن دعاء المتصدق عليه وسكوت المتصدق لا يذهب أجر صدقته والله أعلم.