مُرِيحي مِنْ ذِي الخَلَصَةِ؟ " فنفرتُ إليه في مائة وخمسين فارساً من أحْمَسَ فَكَسَّرْناه، وقلنا من وجدنا عنده، فأتيناه فأخبرناه، فدعا لنا ولأحمس".
وفي رواية:"فبرَّك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على خيلِ أَحْمَسَ ورجالها خمس مرات".
وروينا في "صحيح البخاري" عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى زمزم وهم يسقون
ــ
موضع ذي الخلصة الآن مسجد جامع لأهله يقال له: العبلات من أرض خثعم وكان بعث جرير إليه قبل موته - صلى الله عليه وسلم - بشهرين أو نحوهما ذكره السهيلي. قوله:(مريحي) بضم الميم وكسر الراء وسكون التحتية بعدها مهملة اسم فاعل من أراح هكذا رواه البخاري في مناقب جرير وفي المغازي: ألا تريحني وفي الجهاد: هل تريحني بلفظ المضارع فيهما وسبب هذا المقال منه -صلى الله عليه وسلم- كراهة أن يعبد غير الله تعالى. قوله:(فنفرت في مائة وخمسين الخ) وقع عند ابن سعد في طبقاته كان ذو الخلصة بيتاً لخثعم قال جرير: فنفرت في تسعين ومائة فارس من أحمس قال ابن النحوي: وهو خلاف رواية البخاري السالفة في المغازي أنه نفر في مائة وخمسين قلت: ويمكن الجمع بأن المائة والخمسين هي
خيار القوم كما قال في الحديث من أحسن عسكرنا وقيل العدد كالاتباع لأولئك المكثرين لسوادهم والله أعلم. قوله:(خيل أحمس) قال ابن النحوي: أحمس هذا بالحاء المهملة هو أحمس بجيلة وهو ابن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبيت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ وهو غير أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وهما من حمس الرجل إذا شجع وإذا هاج وغضب فهو حمس وأحمس كرجل وأرجل والأصل فيه الشدة ومنه حمست الحرب وحمس الشيء إذا اشتد وكان يقال لقريش: الحمس أي المتشددون في دينهم ويقال لهم أيضاً: الأحماس وفي الحديث بركة دعائه -صلى الله عليه وسلم- وكرر الدعاء لهم لحسن أثرهم في إذهاب هذا المنكر. قوله:(ورينا في صحيح البخاري الخ) أخرجه في المناسك. قوله:(وهم) أي العباس وذووه من آل عبد المطلب (يسقون)