للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحمَد الله تعالى في كل نفس، ويشكره في آخره".

[باب دعاء المدعو والضيف لأهل الطعام إذا فرغ من أكله]

روينا في "صحيح مسلم" عن عبد بن بُسر -بضم الباء وإسكان السين المهملة- الصحابي قال: نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي، فقربنا إليه

ــ

أول مرة تصاعد البخار الدخاني الحار الذي كان على القلب والكبد لورود العلماء البارد عليه فأخرجته الطبيعة عنها فإذا شرب مرة واحدة اتفق نزول العلماء البارد وصعود البخار فيتدافعان ويتعالجان فمن ذلك يحدث الشرق والغصة ولا يتهنا الشارب بالماء ولا بمرئه ولا يتم ريه وقد علم بالتجربة أن ورود الماء جملة واحدة على الكبد يؤلمها ويضعف حرارتها وسبب ذلك المضادة التي بين حرارتها وبين ما ورد عليها من كيفية المبرود وكميته ولو ورد بالتدريج شيئًا فشيئًا لم بين حرارتها ولم يضعفها وهذا مثاله صب الماء البارد على القدر وهي تفور لا يضرها صبه قليلًا قليلًا. قوله: (يحمد الله في كل نفس الخ) قال ابن القيم للتسمية في أول الطعام والشراب والحمد في آخره تأثير عجيب في نفعه واستمرائه ودفع مضرته قال الإِمام أحمد: إذا جمع الطعام أربعًا فقد كمل إذا ذكر اسم الله في أوله وحمد الله في آخره وكثرت عليه الأيدي وكان من حل اهـ. وسبق تخريج هذا الأثر عن شهر بن حوشب في أثناء كلام الحافظ في هذا الباب والله أعلم.

[باب دعاء المدعو والضيف لأهل الطعام إذا فرغ من أكله]

قال الراغب في مفرداته الضيف من مال إليك نازلًا بك وصارت الضيافة متعارفة في القرى وأصل الضيف مصدر ولذا استوى فيه الواحد والجمع في عامة كلامهم ويجمع فيقال: أضياف وضيوف وضيفان قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} اهـ. قوله: (روينا في صحيح مسلم) قال في السلاح ورواه الترمذي والنسائي وليس لعبد الله بن بسر في صحيح مسلم غير هذا الحديث ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>