بسم الله أوله وآخره، كما جاء في الحديث. والتسمية في شرب الماء واللبن والعسل والمرق وسائر المشروبات كالتسمية في الطعام في جميع ما ذكرناه. قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: ويستحب أن يجهر بالتسمية ليكون فيه تنبيه لغيره على التسمية وليقتدى به في ذلك، والله أعلم.
فصل: من أهم ما ينبغي أن يعرف: صفة التسمية، وقدر المجزئ منها، فاعلم أن الأفضل أن يقول: بِسْم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، فإن قال: بِسْمِ الله، كفاه وحصلت السنة، وسواء في هذا الجنب والحائض وغيرهما، وينبغي أن يسميَ كل واحد من الآكلين،
ــ
أما أولًا فالظاهر أن الشيطان لا يندفع عن الطعام بالذكر القلبي ولو مع العذر كما سبق الإيماء إليه وبفرضه فالظاهر* أنه عند زوال العذر يأتي بما ذكر والله أعلم. قوله:(بسم الله أوله وآخره) ظاهر الحديث أنه يقتصر على ذلك إذا أتى بها في الأثناء ولا يطلب منه أن يزيد الرحمن الرحيم وهو محتمل ويحتمل أن هذا أقل ذلك وإن زاد ذلك كان حسنًا والأول أقرب إلى عباراتهم. قوله:(ليكون فيه تنبيه رفيقه الخ) أي وليشرد الشيطان كما في شرح الشمائل للهروي القارئ.
فصل ... واعلم أن الأفضل الخ
قال الحافظ: ولم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلًا قال: وما في الأحياء أنه لو قال في كل لقمة: بسم الله كان حسنًا وأنه يستحب أن يقول في الأولى بسم الله، ومع الثانية بسم الله الرحمن، ومع الثالثة بسم الله الرحمن الرحيم فلم أر لاستحباب ذلك دليلًا أما التكرار فقد بين وجهه بقوله حتى لا يشغله الأكل عن ذكر الله اهـ. وعبارة شرح مسلم للمصنف فيها إجمال واحتمال وهي "ويحصل التسمية بقول بسم الله فإن قال بسم الله الرحمن الرحيم كان حسنًا" فإن الحسن يستعمل في المباح، ومنه قول الشافعي: وأي أجزاء البيت قبل فحسن،