للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ملاعبة الرجل امرأته وممازحته لها ولطف عبارته معها]

روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن جابر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تَزَوَّجْتَ بكْراً، أمْ ثَيباً؟ قلت: تزوَّجتُ ثيباً، قال: هَلاَّ تَزَوَّجْتَ بكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ".

ــ

القلقشندي في شرح العمدة قوله: لم يضره الشيطان ورواية مسلم شيطان بالتنكير وهي عند البخاري في النكاح وفي الدعوات لم يضره فقط وعنده في صفة إبليس لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه اهـ. وبه يعلم أن ما توهه العبارة من كونه بحذف شيطان فاعل يضره عند مسلم أيضاً غير مراد فإن الفاعل مذكور في رواية مسلم إلا أنه منكر وحذفه إنما هو في رواية البخاري في النكاح والدعوات والله أعلم.

[باب ملاعبة الرجل امرأته وممازحته لها ولطف عبارته معها]

الملاعبة مفاعلة من اللعب وقيل من اللعاب والممازحة والمزاح بكسر الميم مصدر مازح والمزاح هو انبساط مع الغير من غير إيذاء له وبه فارق الاستهزاء والسخرية والمراد المزاح الخالي من نحو تهييج الضغائن وعن الكذب وعن التسلط به إلى ضرر في بدن إنسان أو ماله فذلك المزاح المذموم والمحمود ما خلا عن ذلك كله ومنه ما جاء من مزاحه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني أمزح ولا أقول إلا حقاً" "ولطف العبارة" بضم اللام أي تحسين الخطاب ولطفه. قوله: (روينا في صحيحي البخاري ومسلم) وسبق تخريج حديث جابر في باب ما يقال للزوج بعد عقد النكاح. قوله: (تزوجت بكراً أم ثيباً) أي أتزوجت بكراً بتقدير الاستفهام لأن أم لا يعطف بها إلا بعد الاستفهام والثيب من ليس ببكر يطلق على الذكر والأنثى يقال رجل ثيب وامرأة ثيب. قوله: (قلت تزوجت ثيباً) هي سهيلة بنت شمعون الأوسية كذا في تحفة القاري على البخاري للشيخ زكريا. قوله: (تلاعبها) قال ابن النحوي يحتمل أن يكون من اللعاب أو اللعب المعروفة وقال العراقي في شرح التقريب قوله: تلاعبها وتلاعبك من اللعب المعروفة ويؤيده قوله: تضاحكها وتضاحكك وفي رواية لأبي

<<  <  ج: ص:  >  >>