إن عبد الله -يعني أباه- توفي وترك تسع بنات أو سبعاً، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهنَّ، فأحببت أن أجيء بامرأة تقوم عليهنَّ وتصلحهنَّ، قال:"أصَبْتَ ... " وذكر الحديث.
[باب ما يقول إذا نظر في المرآة]
روينا في كتاب ابن السني عن علي رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا نظر في المرآة قال:"الحَمْدُ لِلهِ، اللهُم كما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي".
ــ
قوله:(إن عبد الله يعني أباه توفي) أي شهيداً يوم أحد. قوله:(تسع بنات أو سبعاً) بتقديم الفوقية في الأولى وتقديم المهملة في الثانية هكذا هو بالشك عندهما وعند الترمذي أيضاً من طريق حماد بن زيد وعند الشيخين من حديث سفيان ابن عيينة وترك تسع بنات بتقديم الفوقية على المهملة من غير شك قال العراقي: وهذه الرواية التي فيها الجزم مقدمة على طريق حماد التي فيها التردد فإن من حفظ حجة على من لم يحفظ. قوله:(فأحببت أن أجيء بامرأة الخ) فيه فضيلة لجابر حيث آثر مصلحة أخواته على حظ نفسه وإنه عند
تزاحم المصلحتين ينبغي تقديم أهمهما وقد صوبه -صلى الله عليه وسلم- فيما فعل وهو المقصود من الحديث بالترجمة. قوله:(وذكر الحديث) أي في قصة بيع الجمل من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[باب ما يقول إذا نظر في المرآة]
نظر بفتح الظاء المعجمة أي أبصر يتعدى بإلى في الأكثر وقد تعدى بنفسه والمرآة بكسر الميم وسكون الراء وهمزة ممدودة بعدها هاء المنظرة. قوله:(روينا في كتاب ابن السني عن علي) في الحصن والسلاح بعد ذكر الذكر بزيادة في آخره وحرم وجهي على النار رواه البزار قال في الحرز أي رواه البزار عن ابن مردويه عن عائشة عن أبي هريرة وعند ابن حبان من حديث ابن مسعود والدارمي من حديث عائشة: اللهم أنت حسنت خلقي فحسن خلقي كما في الحصن والسلاح رواه البيهقي في الدعوات من حديث عائشة ولفظه كان إذا نظر وجهه في المرآة قال فذكره. قوله:(كما حسنت خلقي) هو بفتح المعجمة أي صورتي الظاهرة وفيه إيماء إلى قوله تعالى: