ثم قال:"الحمد الله، ما أحدٌ اليوم أكرمَ أضيافًا مني ... " وذكر تمام الحديث.
[باب ما يقوله بعد انصرافه عن الطعام]
روينا في كتاب ابن السني عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
ــ
الشافعي رضي الله عنه أنه قال: شرب الماء البارد يخلص الحمد الله وفيه أن خدمة الرجل الغني أهل بيته وتوليه حوائجهم بنفسه تواضعًا لا ينافي المروءة بل هو من كمال الخلق وحسن التواضع. قوله:(ثم قال: الحمد الله) أي على تأهيلي لإضافة من رأيت ففيه حمد الله تعالى على التأهيل والتوفيق لأي طاعة كانت. قوله:(ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني) فيه إكرام الضيف وإظهار السرور والبشر والفرح بقدومه في وجهه وحمد الله تعالى وهو يسمع على حصول هذه النعمة والثناء على ضيفه إن لم يخف عليه فتنة فإن خاف لم يثن عليه في وجهه وفيه دليل على كمال فضيلة هذا الأنصاري وبلاغته وعظم معرفته لأنه أتى بكلام مختصر بديع في هذا الموطن رضي الله عنه. قوله:(وذكر تمام الحديث) هو قوله فانطلق فقطع لهم عذقًا فيه بسر وتمر فوضعه بين أيديهم فقال وله النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو اجتنيت" فقال له الأنصاري: تخيروا على أعينكم وأخذ المدينة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إياك والحلوب" فذبح لهم فأكلوا من العذق ومن الشاة وشربوا من الماء فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا من النعيم الذي تسألن عنه يوم القيامة". قال المصنف نقلًا عن القاضي عياض المراد السؤال عن القيام بحق شكره ثم قال المصنف والذي نعتقده أن السؤال هنا هو سؤال تعداد النعم وإعلام بالامتنان بها وإظهار الكرامة بإسباغها لا سؤال توبيخ وتقريع ومحاسبة والله أعلم اهـ.
باب ما يقول بعد انصرافه عن الطعام
قوله:(روينا في كتاب ابن السني الخ) قال الحافظ: هذا حديث لا يثبت وإن كان معناه قويًّا أخرجه ابن السني عن أبي خليفة وأخرجه ابن حبان في كتاب الضعفاء في ترجمة بزيع بموحدة فزاي فتحتية آخره عين مهملة بوزن عظيم مشهور باسمه واسم أبيه حسان وهو بصري ويقال له الحقاق قال ابن حبان يأتي عن