في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية: "ورأسه في حجري
وأنا حائض"، وجاء عن عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت: "إني لأقرأ حزبي وأنا مضطجعة على السرير".
فصل: وينبغي أن يكون الموضع الذي يذكر فيه خالياً
ــ
روحه الكريمة وهو في حجرها وبين حاقنتها وذاقنتها ودفن في بيتها وجمع الله بين ريقها وريقه في آخر جزء من حياته، وغير مدافع أنه كان لها عليه من البسط والإدلال ما ليس لأحد من نسائه ولما كبرت سودة وفهمت رغبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها وهبت نوبتها من القسم لعائشة تبتغي بذلك مرضاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم لعائشة نوبتين ومناقبها عديدة روي لها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألفا حديث ومائتان وعشرة اتفقا على مائة وأربعة وتسعين وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ومسلم بثمانية وستين روى عنها الجم الغفير والعدد الكثير منهم عروة بن الزبير وابن أبي مليكة وعطاء في آخرين. قوله:(في حجري) بفتح الحاء وكسرها ما دون الإبط إلى الكشح كذا في المعرب والكشح الخصر كما في النهاية وفي المشارق للقاضي عياض أجلسته في
حجري هو بكسر الحاء وفتحها وسكون الجيم وهو الحضن والثوب اهـ. قوله:(فيقرأ القرآن) رواه في المشكاة بثم بدل الفاء وفي شرحها لابن حجر فيه التصريح بأن حجر الحائض لا يشبه موضع النجاسة وإلا لكرهت القراءة فيه واحتمال أنه يشبهه وإن فعله لبيان الجواز خلاف الأظهر لأن النجاسة في الباطن دون الظاهر وحينئذٍ فلا يتضح إلحاقه بمحل النجاسة اهـ. قوله:(حزبي) هو بالمهملة المكسورة ثم الزاي الساكنة ثم الموحدة وهو شيء يفرضه الإنسان على نفسه من الأوراد يأتي به كل يوم قرآنًا كان أو غيره.
[فصل]
قوله:(خالياً) أي عن كل ما يشغل البال ويحصل من وجوه الاشتغال