للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس للمرأة رفع الصوت، لأن صوتها يخاف الافتتان به.

ــ

عنه قال سئل - صلى الله عليه وسلم - أي الحج أفضل قال العج والثج قال الترمذي العج رفع الصوت بالتلبية قال الحافظ وقع هذا التفسير مرفوعًا في حديث ابن مسعود أخرجه أبو يعلى بسند جيد في المتابعات وأخرج أبو منصور في مسند الفردوس عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أصوات يباهي بها الله الملائكة الأذان والتكبير في سبيل الله ورفع الصوت بالتلبية قال الحافظ هذا حديث غريب.

[فائدة]

قال ابن حبان يسن للملبي إدخال أصبعيه في أذنيه لقوله - صلى الله عليه وسلم - لما وصل إلى وادي الأزرق كأني انظر إلى موسى واضعًا أصبعيه في أذنيه له جؤار بالتلبية وقد ينظر فيه بأن أصل ذلك لا يثبت به سنيته على قواعد أصحابنا إلَّا أن يؤخذ ذلك من أن سياق حكايته - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك يدل على الثناء عليه به ترغيبا في التأسي به فيه والله أعلم.

فائدة أخرى

يسن رفع الصوت بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عقب التلبية ويكون دون الرفع بالتلبية وكذا يسن لكل من يصلي ويسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرفع صوته من غير إفحاش في المبالغة وقضيته إنه لا فرق في ذلك بين من اتخذها ورده وأكثر منها وغيره وهو متجه إن أمن على نفسه الرياء وحصول ضرر له أو لغيره وينبغي أن يكون رفع صوته بالدعاء عقب التلبية والصلاة دون صوته بهما كما بحثه الزركشي. قوله: (ولَيسَ للْمرْأةِ الخ) مثلها فيما ذكر الخنثى فيسن لكل منهما إسماع أنفسهما فقط وتكره لهما الزيادة على ذلك وفارق حرمته في الأذان بأن كل أحد مشغول بتلبية نفسه هنا ولا يسن الإصغاء للتلبية ولا النظر للملبي بخلاف الأذان في جميع ذلك أخرجه الحافظ من طريق الرعدي عن محمد بن إسماعيل الواسطي عن ابن نمير عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر قال كنا إذا حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نلبي عن النساء ونرمي عن الصبيان وقال الترمذي لا نعرفه إلّا من هذا الوجه وقد أجمع أهل العلم على أن المرأة تلبي عن نفسها يكره لها رفع الصوت قال الحافظ وسند الحديث ضعيف لضعف أشعث

<<  <  ج: ص:  >  >>