للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسَعَةِ رِزْقِنا". ويدعو للمؤمنين والمؤمنات، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقرأ آية أو آيتين، ويقول الإِمام: أستغفر الله لي ولكم. وينبغي أن يدعوَ بدعاء الكرب، وبالدعاء الآخر: اللهُم آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وغير ذلك من الدعوات التي ذكرناها في الأحاديث الصحيحة.

قال الشافعي رحمه الله في "الأم": يخطب الإِمام في الاستسقاء خطبتين، كما يخطب في صلاة العيد يكثر الله تعالى فيهما ويحمَدُه، ويصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويكثر فيهما من الاستغفار حتى يكون أكثرَ كلامه، ويقول كثيرًا: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (١٠) {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: ١٠، ١١] ثم روي عن عمر رضي الله عنه، أنه استسقى وكان أكثرُ دعائه الاستغفار.

قال الشافعي: ويكون أكثرُ دعائه الاستغفار، يبدأ به دعاءه ويفصل به بين كلامه، ويختم به، ويكون هو أكثر كلامه حتى ينقطعَ الكلام، ويحثُّ النّاس على التوبة والطاعة والتقرب إلى الله تعالى.

[باب ما يقوله إذا هاجت الريح]

روينا في "صحيح مسلم" عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا

ــ

ثم فاء أي خالطنا من الذنوب. قوله: (وسَعَةِ) بفتح السين المهملة. قوله: (اسْتغْفرُوا رَبَّكُمْ الخ) ظاهر عبارة بعض المحققين

أن يقرأ ذلك إلى قوله: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: ١٢]. قوله: (ويَختمُ بالاسْتغفَار) أي فيقول استغفر الله لي ولكم وللمسلمين اهـ. والله أعلم.

باب ما يقول إذا هاجت الريح

في الصحاح هاج الشيء يهيج هيجًا وهياجًا وهيجانًا واهتاج وتهيج أي ثار وهاجه غيره من باب باع لا غير يتعدى وهيجه وهايجه بمعنى قوله: (رَوَيْنَا في صَحيح مُسْلمٍ الخ) وكذا رواها أبو داود والنسائي ووقع في المشكاة أن الحديث متفق عليه فنظر فيه في المرَقاة بأنه من إفراد مسلم كما يفهم من كلام ابن الجزري في التصحيح حيث قال رواه مسلم وأبو داود الخ، وقد عزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى تخريج

<<  <  ج: ص:  >  >>