للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصفت الريح قال: "اللهُم إني أسألكَ خَيرَها وَخَيرَ ما فِيهَا، وَخَيرَ ما أُرْسَلِتْ بهِ، وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرّها وشَرَ ما فيها وَشَر ما أُرْسِلَتْ بِهِ".

وروينا في "سنن أبي داود، وابن ماجه، بإسناد حسن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الرِّيحُ مِنْ رَوْح الله تعالى، تأتي بالرَّحمةِ، وتَأتي بالعَذَابِ، فإذا رأيْتموها فلا تَسُبُّوها،

ــ

الترمذي أيضًا ولم يذكر أبا داود فيمن خرجه وراجعت باب ما يقول إذا هاجت الريح من سنن أبي داود فلم أره فيه فلعل ما نقله ابن الجزري عنه في بعض النسخ ثم رأيت ما يؤيد ما ذكره صاحب المشكاة وهو تيسير الوصول إلى جامع الأصول للديبع بعد ذكر الحديث باللفظ المذكور وقال أخرجه الشيخان هكذا والترمذي اهـ. قوله: (عَصفتِ الرِّيحُ) بفتح أوليه المهملين وبالفاء أي اشتد هبوبها. قوله: (خيْرهَا) أي خيرها الذاتي. قوله: (وخيْرَ مَا فِيهَا) أي الخير العارض منها من المنافع كلها وخير ما أرسلت به أي بخصوصها في وقتها وهو بصيغة المجهول وفي نسخة بالبناء للفاعل قال الخطابي يحتمل الفتح على الخطاب وقوله وشر ما أرسلت على الباء للمفعول ليكون من قبيل أنعمت عليهم غير المغضوب وقوله - صلى الله عليه وسلم - "الخير بيدك والضر ليس إليك" قال ابن حجر وهذا تكليف بعيد لا حاجة إليه وأرسلت مبني للمجهول فيهما كما هو المحفوظ أو للفاعل اهـ، وتعقبه في المرقاة بأنه لا مانع من احتمال ما قاله مع أنه موجود في بعض النسخ على ذلك المنوال فيكون متضمنًا لنكتة شريفة يفهمها أهل الأذواق والأحوال اهـ، وفيه نظر لأن ابن حجر لم يمنع منه إنما أشار لتكلفه. قوله: (وشر مَا أُرْسِلَتْ بهِ) على صيغة المجهول وهو كذلك في جميع نسخ المشكاة وكتب فوقه ميرك صح إشارة لعدم الخلاف. قوله: (وَرَوَيْنَا في سُنَنِ أَبي دَاوُدَ الخ) زاد في المشكاة ورواه الشافعي والبيهقي في الدعوات الكبرى قال ميرك ورواه النسائي أَيضًا في اليوم والليلة وهو حديث حسن الإسناد وقال الحافظ بعد تخريجه للحديث هذا حديث حسن صحيح أخرجه أحمد

وأبو عوانة في صحيحه ورجاله رجال الصحيح إلَّا ثابت بن قيس اهـ، وفي الجامع الصغير رواه البخاري في الأدب يعني الأدب المفرد والحاكم في المستدرك اهـ، وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء له من حديث ابن عباس. قوله: (منْ رَوْح الله) بفتح الراء أي من رحمته تعالى يريح بها عباده ومنها قوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>