روينا في كتاب ابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"ما مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا الله عَز وَجَل فِيهِ إلا كانَتْ عَلَيهِمْ تِرَةٌ، وما سلَكَ رَجُلٌ طَرِيقاً لَمْ يَذْكُرِ الله عَز وَجَل فِيهِ إلا كانَتْ عَلَيهِ تِرَةٌ".
وروينا في كتاب ابن السني و"دلائل النبوَّة" للبيهقي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: "أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريلُ -صلى الله عليه وسلم- وهو بتبوك فقال: يا محَمَّدُ اشْهَدْ جَنَازَةَ مُعاويَةَ بْنِ معاوية المُزَنِي، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونزل جبريل عليه السلام في سبعين ألفًا من الملائكة، فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت، ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت، حتى نظر إلى مكة والمدينة، فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجبريل والملائكة عليهم السلام، فلما فرغ قال: "يا جبْريل بِمَ بَلَغَ مُعاوِيَةُ هَذِهِ المَنْزِلَةَ؟ قال: بِقِرَاءَتِهِ: قُلْ هُوَ الله أَحَدُ، قَائِماً وَرَاكباً وَمَاشِياً".
ــ
وتفويت ذكره والصلاة على أفضل خلقه بالكلمات التي تجري في المجالس الموجبة للعقوبة غالباً في غاية من التفريط والاستهتار بجانب الحق سبحانه ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فعلم إن ذلك المجلس لما كان مظنة للذنب نزل ما وقع فيها منزلة الذنب فهددوا بذلك تنفيراً للناس عن خلو مجالسهم عن أحد الأمرين الذكر أو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
[باب الذكر في الطريق]
أي ما جاء فيه والطريق مؤنثة معنوية ويقال فيها السبيل. قوله:(إلا كانت عليه ترة) كذا في نسخ الأذكار بإثبات التاء في كانت والذي رأيته في أصل صحيح من كتاب ابن السني بحذفها ونصب ترة وكأنه لكونه الرواية وإلا فتقدم في مثله جواز النصب والرفع والتذكير والتأنيث وتوجيه ذلك ظاهر.
قوله:(وروينا في كتاب ابن السني الخ) وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة من حديث أنس قال: نزل