للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب جواز استحباب اللقب الذي يحبه صاحبه]

فمن ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، اسمه عبد الله بن عثمان، لقبه عتيق، هذا هو

الصحيح الذي عليه جماهير العلماء من المحدثين وأهل السير والتواريخ وغيرهم. وقيل: اسمه عتيق، حكاه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في كتابه "الأطراف"، والصواب الأول، واتفق العلماء على أنه لقب خير. واختلفوا في سبب تسميته عتيقاً.

فروينا عن عائشة رضي الله عنها من أوجه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أبُو بَكْرٍ عَتِيقُ اللهِ مِنَ النَّارِ" قال: فمن يومئذٍ سمي عتيقاً.

ــ

جواز ذلك عند الحاجة ومنه حديث أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه فإن هذا مما يكرهانه لكن الحاجة دعت إليه فذكره لذلك.

[باب جواز استحباب اللقب الذي يحبه صاحبه]

أي بشرط الأمن من المدح والإطراء كما تقدم عن الحافظ. قوله: (واسمه عبد الله) قيل سماه به أهله ابتداء وقيل بل سموه عبد الكعبة فسماه -صلى الله عليه وسلم- عبد الله حكاهما ابن الأثير. قوله: (ولقبه عتيق) وكذا لقب الصديق لقبه به النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قاله الحافظ وغيره لما بادر لتصديقه في قصة الإسراء ولم يتوقف فيه

وقال: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء غدوة أو روحة وقال ابن النحوي في شرح البخاري ذكر ابن سعد أنه -صلى الله عليه وسلم- لما أسري به قال لجبريل أن قومي لا يصدقوني فقال له جبريل: يصدقك أبو بكر وهو الصديق وقال علي سماه الله على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- صديقاً قال أبو محجن الثقفي:

وسميت صديقاً وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر

سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليساً في العريش المشهر

قوله: (وقيل اسمه عتيق) حكاه في النهاية كذلك وقال العتيق الكريم الرابح من كل شيء. قوله: (فروينا عن عائشة الخ) في جامع الأصول عن عائشة قالت: دخل أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أبشر فأنت عتيق الله من النار" فمن يومئذٍ سمي عتيقاً أخرجه الترمذي قلت: وأخرجه

<<  <  ج: ص:  >  >>