وقال مصعب بن الزبير وغيره من أهل النسب: سمي عتيقاً لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به، وقيل غير ذلك، والله أعلم.
ومن ذلك أبو تراب لقب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكنيته أبو الحسن:
ثبت في الصحيح " أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجده نائماً في المسجد وعليه التراب، فقال: قُمْ أبا تُرَاب، قُمْ أبا تُراب" فلزمه هذا اللقب الحسن الجميل.
وروينا هذا في "صحيحي البخاري
ــ
في أسد الغابة كذلك وفي النهاية سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عتيقاً لما أسلم وعلى هذا فهو من العتق فمعنى عتيق أي معتوق من النار. قوله:(وقال مصعب بن الزبير) مصعب بضم الميم وسكون المهملة الأولى فتح الثانية بعدها والزبير هو ابن العوام رضي الله عنه. قوله:(وغيره من أهل النسب) قال في أسد الغابة قال الليث بن سعد وجماعة معه وقال الزبير بن بكار وجماعة معه: إنما قيل له عتيق لأنه لم يكن شيء في نسبه يعاب به وقال بعضهم: قيل له عتيق لحسن وجهه وجماله قلت وعلى هذين فهو مأخوذ من العتاقة بفتح العين بمعنى الحسن وقال ابن النحوي بعد أن ذكر ما تقدم من الأقوال وقيل لأنه قديم في الخير وكان له أخوان معتق وعتيق قالته عائشة فيما حكاه الزمخشري في ربيعه وقال أبو طلحة: سمي عتيقاً لأن أمه كان لا يعيش لها ولد فلما ولدته استقبلت به البيت ثم قالت: اللهم هذا عتيقك من الموت فهبه لي وقال ابن المعلى وكانت أمه إذا نقزته قالت:
عتيق ما عتيق ... ذو المنظر الأنيق
رشفت منه ريق ... كالزرنب العتيق
فائدة
من ألقاب الصديق الأواه فيما قاله إبراهيم النخعي وذو الخلال لعباءة كان يخلها على صدره كما في وشاح ابن دريد قال السهيلي وكان يلقب أمير السالكين فهذه خمسة ألقاب له. قوله:(ومن ذلك أبو تراب) أي ومن اللقب المحبوب أبو تراب لقب عين الأحباب أمير المومنين علي بن أبي
طالب، تقدم أن المراد باللقب في هذا المقام ما أشعر بضعة أو رفعه اسماً كان أو لقباً أو كنية أو غيرها. قوله:(وكنيته أبو الحسن) كني بأكبر أولاده رضي الله عنهما. قوله:(ثبت في الصحيح الخ)