ينبغي أن يكثر عند ذلك من شكر الله تعالى، والثناءِ عليه، والاعترافِ بأن ذلك من فضله لا بحولنا وقوَّتنا، وأن النصر من عند الله،
ــ
الصحابي ذكره الترمذي واستدركه ابن الدباغ علي ابن عبد البر وقال ابن حجر في شرح المشكاة الذي قاتل أصحاب بئر معونة عدو الله عامر بن الطفيل العامري وهو غير عامر بن الطفيل الأسلمي الصحابي اهـ. ولم أر لعامر بن الطفيل الأسلمي ذكرًا في أسد الغابة لابن الأثير ولا في مختصره للذهبي ولا في الاستيعاب لابن عبد البر والظاهر أنه من قلم الشيخ انتقل من ذكر عامر بن واثلة أبي الطفيل إلى من ذكره والله أعلم فلما أتى حرام عامرًا بالكتاب النبوي لم ينظر في كتابه حتى عدا عليه فقتله ثم استصرخ عليهم في عامر فلم يجيبوه وقالوا لا نخفر أبا براء وعقد لهم عقدًا وجوارًا فاستصرخ عليهم قبائل من سليم عصية ورعل فأجابوه إلى ذلك ثم خرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا سيوفهم وقاتلوهم حتى قتلوا إلى آخرهم إلا كعب بن زيد فإنهم تركوه وبه رمق فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيدًا وإلا عمرو بن أمية الضمري فإنه لما أخبرهم أنه من ضمر أخذه عامر بن الطفيل وأعتقه عن رقبة يزعم أنها كانت على أمه فلما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - خبرهم قال: هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارهًا متخوفًا فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه ومات آسفًا من صنيع عامر بن الطفيل قال أنس أنزل الله في الذين قتلوا يوم بئر معونة قرآنا ثم نسخ بعد أي نسخت تلاوته بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه وسبق للقصة ذكر في باب القنوت.
باب ما يقول إذا ظهر المسلمون وغلبوا عدوهم وفي نسخة على عدوهم
قوله:(ينبغي أن يكثر) أي من رأي ظهور المسلمينِ وغلبتهم. قوله:(بأن ذلك) أي الظهور والغلبة من فضله تعالى وبإعانته قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}. قوله:(لا بحولنا وقوتنا) وفي نسخة (ولا بقوتنا) أي وإن كانت لهم في الظاهر كثرة عدد وعدد قال الله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}. قوله:(وأن النصر من عند الله) أي لا بالأخشاب ولا بكثرة الأسباب {إنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ