ورواه البخاري أيضًا من رواية ابن أبي مليكة، أن ابن عباس استأذن على عائشة قبل موتها وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثنَى عليَّ، فقيل: ابن عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له، قال: كيف تجدينَكِ، قالت: بخير إن اتقيتُ، قال: فأنت بخير إن شاء الله: زوجةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم ينكح بكرًا غيرك ونزل عذرك من السماء.
[باب ما جاء في تشهية المريض]
روينا في كتابي ابن ماجه وابن السني بإسناد ضعيف، عن أنس رضي الله عنه،
ــ
فقالت دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت أني كنت نسيًا منسيًّا وأخرجه أحمد وابن سعد أيضًا من حديث أبي جثيم وهو صدوق في حفظه سيئ وعمر بن سعيد أي راوي الطريق الأخرى أثبت منه ولعل ابن أبي مليكة حضر القصة وثبته فيها ذكوان فحدث بما حفظ عنها بغير واسطة فحمله عنه عمرو بن سعيد انتهى كلام الحافظ. قوله:(ابْن أبِي مُلَيْكَةَ) هو بضم الميم وفتح اللام وإسكان التحتية بعدها كاف مفتوحة ثم هاء وقد بينت بعض حاله في كتاب فضل زمزم. قوله:(مغلوبَة) أي في حفور الموت. قوله:(يُثْنَى عَليَّ) بضم المثناة التحتية وإسكان المثلثة ثم نون ثم ياء مضارع أثنى أي قال أوصاف الجميل فإنما خشيت من ذلك لئلا يشغل بعض ذلك عما هي فيه من كمال التوجه وحسن الاستعداد للقاء الله عزّ وجّل أو أنها لما عندها من الكمال لم تر لنفسها شيئًا من الفضائل والأعمال. قوله:(ونَزَلَ عذْرُكَ) أي براءتك من السماء أي في القرآن.
[باب ما جاء في تشهية المريض]
قوله:(رَوَيْنَا في كِتَابِ ابنِ السُّنيِّ وابنِ مَاجَة) قال الحافظ بعد تخريجه عن الأعمش وقال يحدث عن رجل عن أنس رضي الله عنه قال دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث ثم قال حديث غريب أخرجه ابن السني وابن ماجة وسمي ابن شيخ الأعمش فيه فقال عن يزيد الرقاشي وهو ضعيف وكذا الذي سماه وهو شيخ ابن ماجة واسمه سفيان بن وكيع ضعيف وذكر ابن ماجة قبل حديث أنس حديثًا لابن عباس في المعنى وسنده