قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ هَذَا اتَّبَعَنا فإن شِئْتَ أنْ تأذَنَ لهُ، ونْ شِئْتَ رَجَعَ، قال: بل آذنُ له يا رسول الله".
[باب وعظه وتأديبه من يسئ في أكله]
روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: "كنت غلامًا في حِجْر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا غُلامُ،
ــ
أنه ينبغي للمدعو إذا تبعه رجل بغير استدعائه أن لا
يأذن له ولا ينهاه وفيه أنه إذا بلغ باب صاحب الدار أعلمه به ليأذن له أو ليمنعه وفيه أن صاحب الطعام يستحب له أن يأذن له إن لم يترتب على حضوره مفسدة بأن يؤذي الحاضرين أو يشيع عنهم ما يكرهونه أو يكون جلوسه معهم مزريًا بهم لشهرته بالفسق ونحو ذلك فإن خشي من حضوره شيء من هذا لم يأذن له، وينبغي له أن يتلطف في رده ولو أعطاه شيئًا من الطعام ليكون ردًّا جميلًا كان حسنًا.
[باب وعظه وتأديبه من يسئ في أكله]
أي وعظ الأكل من يسيء في أكله أي لإخلاله بأدب من آداب الاكل. قوله:(في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم) بفتح الحاء المهملة وقد تكسر أي في حضانته وتحت نظره الشريف ومنه قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} لأنه كان ربيبًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -.قوله:(في الصحفة) هي دون القصعة إذ هي ما تشبع خمسة والقصعة ما تشبع عشرة كذا قاله الكسائي فيما حكاه الجوهري وغيره عنه، وقيل الصحفة كالقصعة وجمعها صحاف. قال الجوهري قال الكسائي أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تليها تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع والثلاثة ثم الصحيفة تشبع الرجل حكاه عنه المصنف وأغرب ابن حجر في شرح الشمائل حيث قال الصحفة تشبع ضعفي ما تشبع القصعة وقيل: