روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أنه قال له رجل: أفررتم يوم حُنين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال البراء: لكن رسول الله ولم يفرّ، لقد
رأيتُه وهو
ــ
به أسنانه ويمص ما يتعلق به وقيل معناه اليوم الذي يعرف من أرضع كريمة فأنجبته أو لئيمة فأهجنته وقيل معناه اليوم يعرف من أرضعته الحرب من صغره وتدرب بها ويعرف غيره والله أعلم.
باب استحباب الرجز حال المبازرة
الرجز أحد بحور الشعر على الصحيح ووزنه مستفعلن ست مرات وقال بعضهم: ليس بشعر لأنه - صلى الله عليه وسلم - تكلم به وأجيب بأن شرط كونه شعرًا القصد وهو منتف فيما جاء من كلامه - صلى الله عليه وسلم - موزونًا. قوله:(وروينا في صحيحي البخاري ومسلم الخ) وأخرجه أحمد والنسائي والترمذي في شمائله وأبو عوانة. قوله:(رجل) قال ابن حجر الهيتمي في شرح الشمائل جاء أنه من قيس لكن لا يعرف اسمه. قوله:(أفررتم) أي أهربتم يقال فر عن عدوه يفر فرارًا أي هرب وقوله (عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) متعلق بمحذوف أي أفررتم كاشفين له غير حائلين بينه وبين عدوه لوضوح أن الفرار عن العدو لا عنه - صلى الله عليه وسلم -. قوله:(لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفر) سئل عن فرارهم فأجاب بقوله: لكن الخ إما لأنه يلزم من ثبوته قوله عدم فرار أكابر أصحابه لمثابرتهم على بذل نفوسهم دونه وعلمهم بأن الله سبحانه وتعالى عاصمه وناصره وإما لأن فرارهم يوهم تولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جريًا على عادة البشر من بعد ثبات إنسان مفرد في مقابلة جيش عظيم فأجاب عما هو مرموز في السؤال ولذا نعت الجواب بالبلاغة والإجلال وفي رواية الترمذي في الشمائل لا والله ما ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: نفى التولي دون الفرار نزاهة لذلك المقام الرفيع عن أن يستعمل فيه لفظ الفرار حتى في النفي لأنه أفظع من لفظ التولي إذ هو يكون لتحيز