روينا في كتاب ابن السني، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "ما يَمْنَع أحَدَكمْ إذا عَسُرَ عَلَيهِ أمْرُ مَعِيشَتِهِ أنْ يَقُولَ إذا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ: بِسْم اللهِ على نفسي ومالي ودِيني، اللهُم رضني بِقَضائِك، وبارِكْ لي فيما قُدّرَ لي
ــ
باب ما يقوله إذا تعسرت عليه معيشته
أي عسر عليه ما يكون منه معاشه وبه انتعاشه وقد ألف الجلال السيوطي في هذا المعنى مؤلفًا سماه حصول الرفق بوصول الرزق. قوله:(وَرَوْينا في كِتَاب ابنِ السُّني الخ) عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما يمنع أحدكم إذا غلبه أمر معيشته أن يقول إذا خَرج من بيته بسم الله على نفسي وديني ومالي اللهم رضني بقضائك وبارك فيما قدر لي منه حتى لا أحب تأخير ما قدمت ولا تعجيل ما أخرت هذا حديث غريب أخرجه ابن السني وابن عدي في الكامل وفي سند الحديث عيسى بن ميمون ضعيف جدًّا. قال الغلاس والنسائي متروك وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه اهـ. قوله:(باسْم الله عَلَى نَفْسي وديني) أي أستعين به على إصلاح ذلك وقدم المال على الدين لكونه به المعاش الذي يترتب على سهولته سلامة الدين غالبًا وأيضًا فالمقام له فقدم اهتمامًا بشأنه وإن كان
الدين أهم وعليه المعول والله أعلم. قوله:(رضني بقضائِكَ) القضاء بمعنى القدر يجب الإيمان به والرضا بحلوه ومره وبمعنى المقضى به منه ما يطلب الرضا به وهو ما يتعلق بالإنسان أو على خلاف هواه فيرضى به لكونه قضاء الرحمن وهو أرحم بالإنسان وما أحسن ما قيل في هذا الشأن.
يا أيها الراضي بأحكامنا ... لا بد أن تحمد عقبى الرضا
فوض إلينا وأت مستسلمًا ... فالنعمة العظمى لمن فوضا
لا ينعم المرء بمحبوبه ... حتى يرى الراحة فيما قضى
ومنه ما يحرم الرضا به كالعصيان بل منه ما يكون الرضا به كفرًا كالراضي بالكفر والله أعلم. قوله:(وباركْ لي فيما قُدّر لي) هو بالبناء للمفعول وفي نسخة قدرت والمراد البركة فيه إما باعتبار ريعه وربحه ومزيد نمائه ونفعه وإما باعتبار ذاته بأن يحصل