[كتاب الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦].
والأحاديث في فضلها والأمر بها أكثر من أن تحصر، ولكن نشير إلى أحرف من ذلك تنبيهًا على ما سواها وتبركًا للكتاب بذكرها.
ــ
المروزي كما في الروضة عن أبي نصر كما تقدم الكلام على مسند هذا الذكر "ونصر" بالصاد المهملة "والتمار" بالمثناة الفوقية وتشديد الميم آخره راء مهملة "والنضر" والد محمد بالضاد المعجمة.
[كتاب الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
قوله: (قال الله تَعَالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦] قد تكلم العلماء المؤلفون في فضل الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية واستنبطوا منها جملًا من الفوائد ودررًا من الفلائد ورأيت أن ألخص مما ذلك شيئًا تتم به الفائدة وتعظم به الصلة العائدة أما سبب نزولها فأخرج الواحدي عن كعب بن عجرة قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - قد عرفنا السلام عليك فكيف الصلاة نزلت وقال القسطلاني ولم أقف على هذا الحديث بهذا اللفظ لغيره وروي أن هذه الآية الشريفة نزلت في الأحزاب بعد نكاحه - صلى الله عليه وسلم - لزينب بنت جحش وبعد تخيير أزواجه قال الحافظ أبو ذر الهروي إن الأمر بالصلاة والتسليم عليه - صلى الله عليه وسلم - وقع في السنة الثانية من الهجرة قيل في ليلة الإسراء وقيل شهر شعبان، شهر الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - لأن آية الصلاة:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ} الآية نزلت فيه ذكره ابن أبي الصيف اليمني في فضل ليلة النصف من شعبان اهـ.
ووجه مناسبتها لما قبلها أنها كالتعليل له لاشتماله على أمر أصحابه خصوصًا وأمته عمومًا بتعظيم حرمته ولزوم الأدب معه ظاهرًا وباطنًا وبالانقياد له وبالنهي عن فعل ما يخل بتعظيمه واحترامه إلى قيام الساعة فكأن قائلًا يقول ما سبب هذا الشرف العظيم الذي لم يعهد له نظير فقيل سببه ما فضل الله به عليه بقوله إن الله وملائكته