قال جماعة من أصحابنا: يستحبُّ أن يؤذّن في أُذنه اليمنى ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى.
وقد روينا في كتاب ابن السني عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأذَّنَ في أُذُنِهِ اليُمْنَى، وأقامَ في أُذُنِه اليُسْرَى لَمْ تَضُرَّهُ أُم الصُّبْيانِ".
[باب الدعاء عند تحنيك الطفل]
روينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤتى بالصبيان فيدعو لهم ويحنَّكهم" وفي رواية "فيدعو لهم بالبركة".
وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أسماء بنتِ أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، فأتيتُ
ــ
وقيل لأن الشيطان ينخس فيه عند الولادة فاستحبَّ الأذان حينئذٍ لأن الشيطان يدبر عند سماعه. قوله:(لم تضره أم الصبيان) هي التابعة من الجن وقيل مرض يلحق الأولاد في الصغر قال ابن حجر في التحفة ويسن أن يقرأ في أذنه اليمنى فيما يظهر {وإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[أل عمران: ٣٦] وورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ في أذن مولود "الإخلاص " فيسن ذلك أيضاً اهـ.
[باب الدعاء عند تحنيك الطفل]
يقال: حنكت الصبي بتخفيف النون وتشديدها إذا مضغت تمراً أو غيره حتى يصير مائعاً ثم دلكته بحنكه حتى يصل لجوفه والصبي محنوك ومحنك. قوله:(روينا في سنن أبي داود بالإسناد الصحيح) عزاه ابن جمعان في عدة الحصن إلى الترمذي واقتصر عليه. قوله:(بالصبيان) هو بكسر
الصاد وضمها وذلك لتحل بركته -صلى الله عليه وسلم- على المولود. قوله:(فيدعو لهم) حذف المدعو به إيماء للتعميم والاقتصار على البركة في الرواية الثانية لا يقصر عموم الدعاء في الرواية الأولى عليه لأن ذكر بعض إفراد العام لا يخصصه.
قوله:(وروينا في صحيحي البخاري ومسلم) فرواه البخاري في باب هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ورواه مسلم في باب الاستئذان قاله المزي في الأطراف. قوله: (فأتيت