وروينا في كتاب ابن السني عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا علا شرفًا من الأرض قال: "اللهم لَكَ الشرفُ على كُل شَرَفٍ، وَلَكَ الحَمْدُ على كُل حالٍ".
[باب النهي عن المبالغة في رفع الصوت بالتكبير ونحوه]
فيه حديث أبي موسى في الباب المتقدم.
ــ
والإحاطة ففيه الندب إلى خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه فإذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه فإن دعت الحاجة إلى السَّحاب رفع كما جاءت به الأحاديث ذكره المصنف في شرح مسلم. قوله:(شرف) هو بفتح الشين المعجمة والراء بعدها فاء هو المكان العالي. قوله:(وروينا في كتاب ابن السني الخ) أسنده الحافظ وأخرجه عن أنس بلفظ كان النبي إذا سافر فصعد أكمة قال: اللهم لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال ثم أسنده إلى المحاملي وفي بعض طرقه إذا صعد نشزًا من الأرض أو أكمة قال الحافظ حديث غريب أخرجه أحمد عن عمارة بن زاذان وأخرجه ابن السني من وجه آخر عن عمارة وهو ضعيف وفي نسخة وفي زياد النميري الراوي عن أنس ضعف لكن قال أبو أحمد في الكامل إذا روى عن ثقة لا بأس به. قوله:(إذا علا) هو فعل ماض مضارعه يعلو. قوله:(نشزا) بفتح النون والشين المعجمة وبالزاي وقد تسكن الشين قال في النهاية هي الرابية. قوله:(لك الشرف) أي لك العظمة والعلو (على كل شرف) أي ذي شرف إذ كل شرف في العباد إنما هو من عطاء الكريم الجواد من محض الفيض والإمداد ومن