للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احْفظْ لسانَكَ أيُّها الإنسانُ ... لا يلدغَنَّكَ إنَّهُ ثُعْبَانُ

كم في المقابر من قتيلِ لسانِهِ ... كانتْ تهاب لقاءَه الشُّجْعَانُ

قال الرياشي رحمه الله:

لعمركَ إن في ذَنْبي لشُغْلاً ... لنفسي عن ذنوب بني أميَّه

على ربِّي حسابهُم إليَّه ... تناهى علم ذلك لا إليَّه

وليس بضائري ما قد أتَوْهُ ... إذا ما الله أصلح ما لديه

[باب تحريم الغيبة والنميمة]

اعلم أن هاتين الخصلتين من أقبح القبائح وأكثرها انتشاراً في النّاس،

ــ

هذا من كلام المصنف وليس هو في الرسالة. قوله: (احفظ لسانك الخ) هو عقد لما تقدم من نحو لسانك أسدك الخ وقريب منه ما أورده في التمهيد من شعر نصر بن أحمد فقال:

لسان الفتى حتف الفتى حيث يجهل ... وكل امريء ما بين فكيه مقتل

وكم فاتح أبواب شر لنفسه ... إذا لم يكن قفل على فيه مقفل

قوله: (الرياشي بكسر الراء وخفة التحتية وستين معجمة بعدها ياء النسب. قوله: (إن في ذنبي) أي في اشتغالي به والتفكر فيما يترتب عليه. قوله: (على ربي حسابهم الخ) فيه اقتباس من قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} ومن قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عمر: "وحسابهم على الله". قوله: (بضائري) اسم فاعل من ضار أي أوقع في الضير أي الضر وفيه اقتباس من قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} والله أعلم، ثم الهاء في إليه وفي لديه هاء السكت أتى بها بعد ياء المتكلم لفقد حركتها حال الوقف ولمناسبة البيت قبله والله أعلم.

[باب تحريم الغيبة والنميمة]

قوله: (من أقبح القبائح) من إضافة الصفة إلى موصوفها أي القبائح القبيحة وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>