أجمعين من قدح لبن ... وذكر الحديث، إلى أن قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بَقِيتُ أنا وَأنْتَ" قلت: صدقتَ يا رسول الله، قال: اقعد فاشرب، فقعدت فشربت، فقال: اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، فمَا زال يَقُولُ: اشْرَبْ، حتى قلتُ: لا، والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكًا، قال: فأرِني، فأعطيته القدح، فحمد الله تعالى وسمى وشرب الفضلة.
[باب ما يقول إذا فرغ من الطعام]
روينا في "صحيح البخاري" عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع مائدته
ــ
بذلك السؤال للضيافة ففيه أن كتمان الحاجة أولى من إظهارها وإن جاز له الإخبار بباطن أمره لمن يرجو منه كشف ما به. قوله:(فحمد الله) أي على البركة وظهور المعجزة (وسمى) أي سمى الله تعالى وفي الحديث استحباب الاستئذان والسؤال عن الوارد إلى البيت من أين هو وتشريك الفقراء فيه وشرب الساقي وصاحب الشراب آخرا والحمد الله على الخير والتسمية على الشرب وفيه امتناعه - صلى الله عليه وسلم - من الصدقة وأكله من الهدية ثم قضية قوله فما زال يقول: اشرب الخ إنه غير مقصور على الثلاث وصرح أصحابنا بأن نحو المضيف لا يزيد في قوله لنحو ضيفه كل على ثلاث مرات ويحتمل تنزيل الخبر عليه بأنه لما كرر ذلك ثلاثًا قال أبو هريرة: لا والذي بعثك بالحق الخ والله أعلم.
[باب ما يقول إذا فرغ من الطعام]
قوله:(روينا في صحيح البخاري الخ) وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان. قوله:(رفع مائدته) أي رفعها من بين يدي الحاضرين معه وفيه تولي خدمة نحو الضيف وإن ذلك من الكمال وعند الترمذي إذا رفعت مائدته بإسناد الفجل المبني للمجهول للمائدة مع