[باب استحباب قول صاحب الطعام لضيفه ومن في معناه إذا رفع يده من الطعام "كل" وتكريره ذلك عليه ما لم يتحقق أنه اكتفى منه وكذلك يفعل في الشراب والطيب ونحو ذلك]
ــ
الاحتمال الأول ضعيف جدًّا وأقول بل الاحتمال الأول هو الظاهر المتبادر من قوة الكلام أي أن ثقة من كلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأنه حال من فاعل أكل مضارعًا مقدرا يعني آكل معك حال كوني واثقًا بالله وجعله حالًا من فاعل كل بعيد وأبعد منه جعل هذه الجملة مدرجة من كلام الراوي لبيان كمال وثوق المصطفى بالله فأكل مع ذلك المجذوم لا أنه تلفظ بذلك لأنه خلاف ما تعطيه قوة الكلام.
والحاصل أن الأكل مع المجذوم يحتاج إلى حال الاعتماد والتوكل على الله دون المجذوم على ما يتوهم من التقدير الأول ثم هذا التقدير أي كل معي إنما يحتاج إليه في عبارة الحصن فإنه قال وإن أكل مع مجذوم أو ذي عاهة قال: بسم الله ثقة بالله الخ، أما عبارة الأذكار فغير محتاجة إلى ذلك لأن لفظ "كل" موجود فيها إلا أن يقال: "معي" فمقدر وأما الاحتمال الثاني فبعيد جدًّا لأنه يلزم منه أن لا يكون قوله ثقة بالله الخ من كلامه - صلى الله عليه وسلم - وليس كذلك مع أنه احتمال متكلف مستغنى عنه بما ذكرناه سابقا وقال ميرك: بل الظاهر أنه حال أي آكل بسم الله حال كوني واثقًا بالله ومتوكلًا عليه على أن كلا من المصدرين بمعنى اسم الفاعل كما قيل في قوله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} أي راغبين وراهبين اهـ والله أعلم.
باب استحباب قول صاحب الطعام لضيفه ومن في معناه
أي الضيف من أهله وعياله (إذا رفع يده من الطعام) لنحو حياء (كل) أو نحوها من العبارات المؤذنة بطلب نحو أكل من نحو بسم الله أو استعمل (وتكرير ذلك ما لم يتحقق أنه قد أكتفى منه) قضيته أنه لا حد لتكرار ذلك وإن مدار ترك التكرار على تحقق اكتفاء الآكل معه لكن قالوا: لا يزيد ندبًا في ذلك على ثلاث مرات وعلله في الإحياء بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تكلم تكلم ثلاثًا وأنه لا يراجع في الشيء فوق