قرأ في أذن مبتلى فأفاق، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قَرأتَ في أُذنِهِ؟ " قال: قرأت ({أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}[المؤمنون: ١١٥]، حتى فرغ من آخر السورة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن رَجُلًا موقِنًا قرَأ بِها على جَبَلٍ لَزَال".
[باب ما يعوذ به الصبيان وغيرهم]
روينا في "صحيح البخاري" رحمه الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعوِّذ الحسن والحسين: "أُعِيذُكُما بكَلِمَاتِ الله التامّةِ، مِنْ
ــ
أخرجه الثعلبي كما سبق في باب ما يقال في المساء والصباح وفي كتاب التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي أسنده الثعلبي والوائلي عن ابن مسعود وقال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب أخرجه ابن السني عن أبي يعلى الموصلي وأخرجه الطبراني في الدعاء وابن أبي حاتم في التفسير.
[باب ما يعوذ به الصبيان وغيرهم]
قوله:(وَرَوَيَنَا في صَحيح البُخَارِي) الخ. قال ورواه أصحاب السنن الأربعة ولفظ أبي داود والترمذي والنسائي أعيذكما ولفظ البخاري وابن ماجة أعوذ بكلمات الله الخ. لكن في المشكاة عن وأعيذكما إلى البخاري كما صنع المصنف هنا ولعله روي عنده بالوجهين والله أعلم. زاد الحافظ في التخريج وأخرجه أحمد ثم راجعت صحيح البخاري في أحاديث الأنبياء فرأيته أورده باللفظ الذي ذكره عنه في السلاح وقد اقتصر المزي في الأطراف على أن البخاري أخرجه في محل آخر منه والله أعلم. قوله:(أَعِيذكمَا) الخ بيان للكلمة المعوذ بها المدلول عليها بقوله يعوذ الحسن والحسين ومعنى أعيذكما أعصمكما وأحفظكما. قوله:(بكَلِمَاتِ الله التامّةِ) قال التوربشتي الكلمة في لغة العرب تقع على كل جزء من الكلام اسما كان أو فعلًا أو حرفًا وتقع على الألفاظ المبسوطة وعلى المعاني المجموعة والكلمات ها هنا محمولة على أسماء الله الحسنى وكتبه المنزلة لأن الاستعاذة إنما تكون بها ووصفها بالتامة لخلوها عن النواقص والعوارض بخلاف كلمات الناس فإنهم متفاوتون في كلامهم على حسب تفاوتهم في العلم واللهجة وأساليب القول فما منهم من أحد إلَّا وقد يوجد فوقه آخر إما في معنى أو في معاني كثيرة ثم إن أخذهم قلما يسلم من معارضة أو خطأ أو نسيان أو العجز