فإن اسْتَطَعْتَ أنْ تَكُونَ مِمَنْ يَذْكُرُ اللهَ تعالى في تِلْكَ الساعَةِ فَكُنْ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
[باب الدعاء في جميع ساعات الليل كله رجاء أن يصادف ساعة للإجابة]
ــ
زيدًا قائمًا أشار إلى ذلك الطيبي قال "والآخر" بالجر صفة لجوف الليل على أن ينصف الليل وتجعل لكل نصفه جوف الليل والقرب يحصل في جوف النصف الثاني فابتداؤه يكون من الثلث الأخير وهو قيام التهجد اهـ، وأضيفت الأقربية هذا للرب وفي خبر أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد لله لأن هذا وقت قبل خاص بوقت لا يوقف على فعل من العبد لوجوده ولا سبب بل من أدركه أدرك ثمرته ومن لا فلا وأما القرب الناشئ من السجود فمتوقف على فعل من العبد وخاص به فناسب كل محل ما ذكر فيه وقال الطيبي لأن رحمة الله سابقة على الإحسان فقرب رحمة الله من المحسنين سابق على إحسانهم فإذا سجدوا قربوا من ربهم بإحسانهم قال تعالى {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)} [العلق: ١٩] وفيه أن توفيق الله ولطفه وإحسانه سابق على عمل العبد وسبب له ولولاه لم يصر من الإنسان إحسان اهـ، والوجه الذي ذكرناه هو الأظهر والله أعلم. قوله:(فإنِ استَطعتَ الخ) فيه إشارة إلى تعظيم شأن الذكر وفوز من يسعد به أي إن استطعت الانتظام في سلك الذاكرين
لتعد منهم فكن والتعبير به أبلغ من التعبير بقوله أن تذكر أو أن يكون ذلك نظير قولهم وأنه لمن الصالحين أبلغ من وأنه لصالح كذا في فتح الإله. قوله:(قَال الترمذِي حدِيث حسن) قال في المشكاة وقال ابن النهري حديث حسن صحيح غريب إسنادًا قال شارحها ابن حجر لا تنافي بين وصف الغرابة والصحة كما هو مقرر في محله.
باب الدعاء في جميع ساعات الليل كله رجاء أن يصادف ساعة للإجابة