فصل: فإذا وصل المحرم إلى حرم مكة زاده الله شرفًا، استحب له أن يقول: اللَّهُم هَذَا حَرَمُكَ وَأمْنُكَ فَحَرِّمْني على النارِ، وأمِّنِّي مِنْ عَذَابِكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، وَاجْعَلْني من أولِيائِكَ وأهْلِ طاعَتِكَ،
ــ
عن ابن عباس كان إذا لبى قال فذكر التلبية المشهورة ثم قال هذا التلبية انته إليه فإنها تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ وكل ذلك لا يمنع الزيادة لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ اهـ، وقال ابن حجر الهيتمي بعد إيراد جملة مما ذكر وهذا كله يرد على من قال بكراهة الزيادة، لكن قد يستشكل ما هنا بما قالوه في أذكار الطواف من أن كل ما فيه أثر عن أحد من الصحابة يكون مندوبًا مأثورًا فلم جعلوه ثم كذلك بخلافه هنا، وقد يجاب بأن الذي عهد منه - صلى الله عليه وسلم - وواظب عليه جهارًا هنا هو ما في المتن فكان الاقتصار عليه أولى بذلك بخلافه ثم فإنه لم يعهد عنه مثل ذلك لأن أذكار الطواف خفية على أن ذاك مشكل خارج عن القواعد فلا يقاس عليه اهـ.
[فصل]
قوله:(إِلى حَرَم مكةَ الخ) قد نظم حدود الحرم المكي من قال:
وللحرم التحديد من أرض طيبة ... ثلاثة أميال إذا رمت إتقانه
وسبعة أميال عراق وطائف ... وجدة تسع ثم عشر جعرانه
وزاد آخر:
ومن يمن سبع بتقديم سينها ... وقد كملت واشكر لربك إحسانه
وغير النصف الأخير الدميري بقوله ... لذلك سبل الحل لم يعد تبيانه
والكلام على تحرير ذلك يستدعي طولًا زائدًا وقد ذكر جملة منه جدي في كتابه مثير شوق الأنام والشيخ ابن حجر الهيتمي في حواشي الإيضاح قوله:(استُحِب لهُ أَنْ يقُولَ اللهُمَّ الخ) ذكر
المصنف في المجموع عن الماوردي أن جعفر بن محمد روى عن أبيه عن جده قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند دخول مكة اللهم البلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وألزم طاعتك متبعًا لأمرك راضيًا بقدرتك مستسلمًا لأمرك أسألك مسألة المضطر إليك المشفق من عذابك خائفًا لعقوبتك أن تستقبلني بعفوك وأن تتجاوز عني برحمتك وأن تدخلني جنتك قال الحافظ ولم يسنده الماوردي ولا وجدته موصولًا ولا الذي قبله وقد بيض له من خرج