"أكْثِرُوا ذكْرَ هَادِمِ اللذات" يعني الموت، قال الترمذي: حديث حسن.
باب استحباب سؤال أهل المريض وأقاربه عنه وجواب المسؤول
ــ
عن أبي سعيد وعطية والراوي عنه ضعيفان اهـ. ملخصًا. قوله:(هَاذِم اللذاتِ) قال ابن الملقن في تخريج أحاديث الشرح الكبير هو بالذال المعجمة ليس إلَّا والهذمَ القطع قال الجوهري الهاذم بالمعجمة القاطع وكذا ذكر السهيلي في روضه في غزوة أحد عند ذكر قتل وحشي حمزة أن الرواية بالمعجمة وأما المهملة فمعناها المزيل للشيء من أصله وليس مرادًا هنا لكن في شرح المشكاة هاذم بالمعجمة أي قاطعها وبالمهملة أي مزيلها من أصلها وعليه فهو استعارة تبعية أو بالكناية شبه وجود اللذات ثم زوالها بذكر الموت ببنيان مرتفع هدمته صدمات هائلة حتى لم يبق منه شيء اهـ. زاد الطيبي ثم أمر المنهمك فيها بذكر الهاذم لئلا يستمر على الركون إليها والاشتغال عما يجب عليه من الفرار إلى دار القرار اهـ. ونقل الطاهر الأهدل فيما رأيت بخطه أن الفيروذباذي سئل عن ذلك فقال إنه بالمهملة أشهر وبالمعجمة أرجح وقال ميرك صحح الطيبي بالدال المهملة حيث قال شبه وجود اللذات الخ. وقال الشيخ ابن الجزري يروى بالمهملة أي دافعها أو مخربها وبالمعجمة أي قاطعها واختاره جمع من مشايخنا وهو الذي لم يصحح الخطابي غيره وجعل الأول من غلط الرواة والله أعلم. قوله:(يَعني المَوتَ) هو عدم الحياة عما من شأنه أن يكون حيًّا وقيل إنه عرض يضادها لقوله تعالى: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ}[الملك: ٢] ورد بأن المعنى قدر والعدم يقدر وأخذ أئمتنا من هذا الحديث وأمثاله إنه يستحب لكل أحد من صحيح وغيره ذكر الموت بقلبه ولسانه وإلَّا فبقلبه والإكثار منه حتى يكون نصب عينيه فإن ذلك أحرز عن العصيان وادعى إلى الطاعة كما يدل عليه رواية النسائي فإنه لا يذكر في كثير أي من أمل إلَّا قلله ولا في قليل إلَّا كثره وزيادة ابن حبان فإنه ما ذكره أحد في ضيق أي النفس من شحها بأمر ديني أو دنيوي إلّا وسعه أي لأنه يوجب لها الخروج عن مألوفاتها لعلمه إنه مفارق لها ولا ذكره في سعة أي من الدنيا وغرورها إلَّا ضيقها أي أوجب الأعراض عنها والتقلل منها بأدنى كفاية.