- صلى الله عليه وسلم - كما تقدم في غيره من الدعوات. وإن كانت امرأة حائضًا استحب لها أن تقف على باب المسجد وتدعوَ بهذا الدعاء ثم تنصرف، والله أعلم.
[فصل في زيارة قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذكارها]
اعلم أنه ينبغي لكل من حج أن يتوجه إلى زيارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سواء كان ذلك طريقه أو لم يكن، فإن زيارته - صلى الله عليه وسلم - من أهمِّ القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات، فإذا توجه للزيارة أكثر
ــ
وسطه بذلك. قوله:(على باب المسجد) أي خارجًا عن بنائه ورحبته فإن رحبته لها حكمه.
فصل
قوله:(ينبغي لكل من حج) أي يتأكد له ذلك وإلا فزيارته قربة مستقلة يستوي فيها الحاج وغيره وتأكدها للحاج لقربه من محل قبره الشريف فكان في ترك الزيارة وقد قرب من المكان نوع من الجفاء كما ورد في الحديث من حج ولم يزر قبري فقد جفاني. قوله:(فإن زيارته من أهم القربات وأربح المساعي) وكيف لا وقد وعد الزائر بوجوب شفاعته كقوله وهي لا تجب إلا لأهل الإيمان ففي ذلك التبشير بالموت على الإيمان مع ما ينضم إلى ذلك من سماعه كقوله سلام الزائر من غير واسطة أخرج أبو الشيخ من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي بعيدًا أعلمته قال الحافظ وينظر في سنده وأخرج أبو داود وغيره عن أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد - عليه السلام -" قال الحافظ حديث حسن أخرجه أحمد والبيهقي وغيرهما وأنبئت عن الشيخ السبكي في شفاء السقام قال: اعتمد جماعة من الأئمة على هذا الحديث في استحباب زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم -
وهو اعتماد صحيح لأن الزائر إذا سلم عليه وقع الرد عليه من قرب وتلك فضيلة مطلوبة أهـ. أقول ورده عليه كذلك بنفسه ولو لم يكن للزائر من القرى إلا هذا الخطاب لكان فيه الغنى كيف وفيه الشفاعة العظمى ومضاعفة الصلاة في ذلك الحرم الأسنى وقد أورد جملة من الأحاديث في ذلك المتقي السبكي في شفاء السقام وابن حجر الهيتمي في الدر المنظم وتلميذه الفاكهي في حسن الاستشارة في آداب الزيارة. قوله:(وأفضل) بالجر أي ومن أنجح ومن أفضل الطلبات. قوله:(أكثر) أي إكثارًا