فازْدَدْ عني رِضًى، وإلَّا فَمِنَ الآن وقَبْلَ أنْ يَنأى عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، هَذا أوَانُ انْصِرَافِي، إنْ أذِنْتَ لي غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلا بِبَيْتِكَ، وَلا رَاغِب عَنْكَ وَلَا عَنْ بَيْتِكَ، اللهُم فاصْحِبْني العافِيَةَ في بَدَني والعِصْمَةَ في دِيني، وأحْسِنْ مُنْقَلَبي، وارْزُقْني طاعَتَكَ ما أبْقَيْتَني واجْمَعْ لي خَيْرَي الآخِرَةِ والدُّنْيا، إنَّكَ على كُل شَيْء قَدِير. ويفتتح هذا الدعاء ويختِمه بالثناء على الله سبحانه وتعالى، والصلاة على رسول الله
ــ
رجل ما كان يدعى به عند وداع البيت؟ فقال جعفر: لا أدري، فقال عبد الله: يعني الرجل المذكور كان يعني أحدهم إذا ودع البيت قام بين الباب والحجر وقال اللهم أنا عبدك فذكر مثل سياق عبد الرزاق لكن قال: فمن الآن فاغفر لي وقال بعد قوله: انصرافي إن أذنت لي وقال: ولا مستبدل بك ولا ببيتك وقال: فإذا أقدمتني إلى أهلي وقال في آخره ومؤنة عيالي ومؤنة خلقك أجمعين فإنك أولى بذلك ولم يذكر ما بعده قال الحافظ: وقد وردت آثار عديدة فيما يدعى به عند الملتزم ليس فيها شيء من المرفوعات ولا الموقوفات فلم أستوعبها واقتصرت على أثر واحد ثم أخرجه عن الأصمعي
قال: رأيت أعرابيًّا عند الملتزم فقال: اللهم إن علي حقوقًا فتصدق بها علي وإن علي تبعات فتحمل بها عني وأنا ضيفك وقد أوجبت لكل ضيف قرى فاجعل قراي الليلة الجنة. قوله:(فازدد عني رضا) أي إذ الكامل يقبل الكمال وفضل الله ليس له غاية يوصل إليها. قوله:(فمن الآن) قيل: هو بضم الميم وتشديد النون دعاء من المنة أي فمن الرضى والعفو عما قد مضى وقيل هو بكسر الميم وفتح النون خفيفة حرف جر أي وإلا فمن الآن يكون الرضى والعفو عما قد مضى فتبدل السيئات بالحسنات وما ذلك على الله بعزيز. قوله:(تنأى) هو بفتح الفوقية وسكون النون بعدها همزة مفتوحة أي تبعد. قوله:(أوان انصرافي) أي زمانه. قوله:(إن أذنت لي) أي وعلامة ذلك تيسير الأسباب ورفع الموانع. قوله:(غير مستبدل بك) أي بعبادتك وطاعتك غيرها. قوله:(والعصمة) أي الحفظ من المخالفات مع جواز الوقوع فيها. قوله:(واجمع لي الخ) تعميم بعد تخصيص. قوله:(إنك على كل شيء قدير) كالتعليل لما تضمنه ما قبله. قوله:(ويفتتح هذا الدعاء الخ) أي وكذا يأتي في