روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الإسلام خير؟ قال:"تُطْعِم الطعامَ، وتقرأُ السّلام على مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لَمْ تَعْرِفْ".
ــ
[باب فضل السلام والأمر بإفشائه]
أي إظهاره ونشره من فشا الخبر ظهر. قوله:(روينا في صحيحي البخاري ومسلم) قال الحافظ بعد تخريجه بهذا اللفظ إلا أنه قال: وعلى من لم تعرف بزيادة لفظ على: وعند بعضهم -أي بعض من خرجه الحافظ عنه- بحذف على الأخيرة قال وعند بعضهم أن رجلًا قال: يا رسول الله والباقي سواء ثم قال الحافظ: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه اهـ. وروى ابن ماجه عن عمر مرفوعًا أفشوا السلام وأطعموا الطعام وكونوا إخوانًا كما أمركم الله، وعند الطبراني في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة مرفوعًا أفضل الأعمال بعد الإيمان التودد إلى النّاس كذا في المرقاة للقارئ.
قوله:(إن رجلًا) قال الجلال البلقيني في الإلمام بما في البخاري من الإبهام قيل: هو أبو ذر وفي صحيح ابن حبان أنه هانئ بن مرشد اهـ. قوله:(أي الإسلام خيرا) أي أي خصال الإسلام أو أهل الإسلام أو آدابهم خير أي أفضل ثوابًا وأكثر نفعًا قال الطيبي: السؤال وقع عما يتعلق بحقوق الآدميين من الخصال دون غيرها بدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - أجاب عنها دون غيرها من الخصال في قوله:(تطعم الطعام) أي للأقارب والأباعد لا سيما المحتاجون لوجه الله تعالى لا لإرادة جزاء وشكور وإنما كان هذا من خير خصال الإسلام لما فيه من السماحة بالدنيا والإيثار بها وذلك من مكارم الأخلاق وتطعم في تقدير المصدر نحو تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، قال في المرقاة ويمكن أن يكون خبرًا معناه الأمر اهـ. قوله:(وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) تقرأ بفتح التاء بلفظ مضارع القراءة قال أبو حاتم السجستاني: يقال: اقرأ - عليه السلام -، ولا يقال أقرئه بالسلام فإن كان مكتوبًا قلت: أقرئه