للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوضعها معه في القَصعة، فقال: "كُلْ بِسْم الله ثِقَة بالله وَتَوَكُّلًا عَلَيْهِ".

ــ

المدينة وله عقب قيل قدم المدينة في السفينتين والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بخيبر وقيل قدمها قبل ذلك وقال ابن مسنده إنه شهد بدرًا وكان على خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمله عمر خازنًا على بيت المال وأصابه الجذام وأحضر له عمر رضي الله عنه الأطباء فعالجوه فوقف المرض وهو الذي سقط من يده خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في بئر أريس فلم يوجد ومذ سقط اختلفت الكلمة وكان من أمر عثمان ما هو مذكور في التواريخ ثم الاختلاف إلى الآن والناس يعجبون من خاتم سليمان وكانت المعجزة به في الشام حسب وهذا الخاتم مذ عدم اختلفت الكلمة وزال الاتفاق في جميع بلاد الإسلام من أقصى خراسان إلى آخر بلاد المغرب روى معيقيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة أحاديث اتفقا على حديث واحد ولمسلم حديث آخر وتوفي آخر خلافة عثمان وقيل: توفي سنة أربعين في خلافة علي رضي الله عنه اهـ. قوله: (فوضعها معه في القصعة الخ) قال المصنف في شرح مسلم قال القاضي: قد اختلفت الآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة المجذوم فثبت عنه الحديثان المذكوران يعني حديث مسلم في مجذوم وفد ثقيف وحديث البخاري فر من المجذوم فرارك من الأسد وعن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل مع مجذوم وقال له: "كل ثقة بالله وتوكلًا عليه" وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لنا مولى مجذوم وكان يأكل في صحافي ويشرب في أقداحي وينام على فراشي قال وقد ذهب عمر وغيره من السلف إلى الأكل معه وإن الأمر باجتنابه منسوخ والصحيح الذي قاله الأكثر ويتعين المصير إليه أنه لا نسخ بل يجب الجمع بين الحديثين وحمل الأمر باجتنابه والفرار منه على الاستحباب والاحتياط لا الوجوب وأما الأكل معه ففعل لبيان الجواز والله أعلم. قوله: (ثقة بالله) منصوب على أن حال أي كل متبركًا باسم الله واثقًا بالله متوكلا على الله أي معتمدًا عليه.

[فائدة]

عبارة الحصن في هذا المقام وإن أكل مع مجذوم أو ذي عاهة قال بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه قال في الحرز قال بعضهم هو منصوب على الحال وصاحبها محذوف أي كل معي واثقًا بالله ويحتمل أن يكون من كلام الراوي حال من فاعل قال وأن يكون مفعولًا أي كل ثم استأنف فقال: ثقة أي ثق ثقة بالله ذكره الطيبي وقال ميرك:

<<  <  ج: ص:  >  >>