فقال: مَنْ هَذا؟ قلت: أبو قتادة". قلت: ونظائره هذا كثيرة، وسببه الحاجة وعدم إرادة الافتخار.
ويقرب من هذا ما رويناه في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه -واسمه عبد الرحمن بن صخر على الأصح- قال: "قلتُ: يا رسول الله ادع الله أن يهديَ أمَّ أبي هريرة ... " وذكر الحديث ... إلى أن قال: "فرجعت فقلت: يا رسول الله قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة".
باب في مسائل تتفرَّع على السلام
مسألة: قال أبو سعيد المتولي: التحية عند الخروج من الحمَّام، بأن يقال له: طاب حمَّامك، لا أصل لها ولكن روي أن علياً رضي الله عنه قال لرجل خرج من الحمَّام: طَهَرْتَ فلا نَجِسْتَ.
قلت: هذا المحل لم يصحّ فيه شيء، ولو قال إنسان لصاحبه على سبيل المودَّة والمؤالفة واستجلاب الود: أدام الله لك النعيم، ونحو ذلك من الدعاء فلا بأس به.
ــ
-صلى الله عليه وسلم- في الليلة الثالثة وهو على الراحلة رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال: "من هذا" قلت: أبو قتادة قال: "متى كان هذا مسيرك مني" قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة قال: "حفظك الله بما حفظت به نبيه -صلى الله عليه وسلم-" وسيأتي ذكر الحديث بأبسط
من هذا في باب دعاء الإنسان لمن صنع إليه معروفاً ونتكلم ثمة على جمل من فوائد الحديث إن شاء الله تعالى. قوله:(ادع الله أن يهدي أم أبي هريرة) قال في السلاح: اسمها أمية بنت صفيح بضم الصاد المهملة وفتح الفاء وسكون التحتية آخره حاء مهملة هذا هو الصحيح المشهور وقيل اسمها ميمونة اهـ وإنما قال الشيخ ويقرب الخ أن هذا اللفظ أي أم أبي هريرة لم يكن كنية لها فإنما أتى به أبو هريرة تقريباً للمراد ولعله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يعرف اسم أمه فأتى بذلك لذلك.
باب في معرفة مسائل تتفرع على السلام
قوله:(طهرت فلا نجست) أي حصلت لك الطهارة الحسية فلا وقع بك النجاسة الحسية