للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك في عبارته، فإن كثيراً من النّاس يتكلمون عند ذلك بما لا يليق، وربما تكلَّم بعضهم بم يكون كفراً، وكذلك ينبغي إذا قال له صاحبه: هذا الذي فعلتَه خلافُ حديثِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو نحو ذلك، أن لا يقول: لا ألتزم الحديثَ، أو لا أعمل بالحديث، أو نحو ذلك من العبارات المستبشعة وإن كان الحديث متروك الظاهر لتخصيص أو تأويل أو نحو ذلك، بل يقول عند ذلك: هذا الحديث مخصوص أو متأوّل أو متروك الظاهر بالإجماع، وشبه ذلك.

[باب الإعراض عن الجاهلين]

قال الله سبحانه وتعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ١٩٩]

ــ

ساجداً لله تعالى وقضى حاجته فقيل له في ذلك فقال: ذكرت قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّه} الآية اهـ. قوله: (فإن كثيراً يتكلمون عند ذلك بما لا يليق) من الألفاظ الدالة على الامتناع وعدم الانقياد والتي فيها الغلاظة على الخصم ونحو ذلك قال السيوطي في الإكليل: قال ابن مسعود: من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه اتق الله فيقول عليك بنفسك أخرجه ابن المنذر اهـ. قوله: (بل يقول عند ذلك) المشار إليه هو كون الحديث متروك الظاهر لتخصيص أو تأويل أو نحوه. قوله: (أو متروك الظاهر بالإجماع) أي وذلك كالأمر بقتل السكران بعد الثالثة فإنه متروك الظاهر بالإجماع وليس المراد أن الإجماع هو الصارف للحديث عن ظاهره بل الصارف له مستند الإجماع الثابت عند أهله من كتاب أو سنة.

[باب الإعراض عن الجاهلين]

قوله: (خذ العفو الخ) قال في النهر: هذا خطاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعم جميع أمته وهو أمر بجميع مكارم الأخلاق وقد أمر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "يسروا ولا تعسروا" وقال حاتم الطائي:

خذي العفو مني تستديمي مودتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

وقال ابن النحوي في شرح البخاري: قال مجاهد فيما ذكره الطبري: خذ العفو من

<<  <  ج: ص:  >  >>