[باب ما يقول من به صداع أو حمى أو غيرهما من الأوجاع]
روينا في كتاب ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلِّمهم من الأوجاع كلها، ومن الحمى أن يقول: "بِسْم اللهِ الكَبِيرِ، نَعُوذُ بالله العَظِيمِ منْ شَرِّ عِرْقٍ نَعّارٍ ومِنْ شَرِّ
ــ
الفضل وقال الشافعي وآخرون يصلي عليه الإمام وأهل الفضل وغيرهم فالخلاف في الإمام وأهل الفضل أما غيرهم فاتفقوا على أنهم يصلون وبه قال جماهير العلماء قال فيصلى على الفساق المقتولين في المحاربة وغيرها واحتج الجمهور بهذا الحديث وفيه دلالة للشافعي في استحباب صلاة الإمام وأهل الفضل على المرجوم كما يصلي عليه غيرهم وأجاب عنه أصحابه بضعف رواية الصلاة لكون أكثر لم يذكرها أو يتأول صلى عليها أمر بالصلاة أو دعا فسمي صلاة على مقتضاها في اللغة وهذان الجوابان فاسدان أما الأول فإن هذه الزيادة ثابتة في الصحيح وزيادة الثقة مقبولة وأما الثاني فهذا التأويل مردود لأن التأويل إنما يصار إليه إذا اضطرت الأدلة الشرعية إلى ارتكابه وليس هنا شيء من ذلك فوجب حمله على ظاهره والله أعلم. كذا في شرح مسلم للمصنف ثم حديث الباب إنما هو في الوصية بمن قرب موته لوجود سببه أما الوصية بالصبر على المريض فبالقياس الأولوي لأنه إذا أمر بالإحسان إلى من جنى لتوبته فغير الجاني أولى والله أعلم.
[باب ما يقول من به صداع أو حمى أو غيرهما من الأوجاع]
قوله:(وَرَوَيْنَا في كِتَاب ابْنِ السني الخ) قال في الحصين والسلاح رواه الحاكم زاد في الحصين وابن أبي شيبة قال الحافظ أخرجه أحمد وابن أبي شيبة قال السيوطي في الجامع الصغير وأخرجه أحمد في مسنده قال الحافظ ويتعجب من الشيخ في اقتصاره في نسبته إلى ابن السني انتهى. قوله:(الْكَبيرِ) أي العالي الشأن. قوله:(العَظِيم) أي العظيم الحجة والبرهان هو في الأذكار نعوذ بالنون وكذا في السلاح وفي الحصين والجامع الصغير أعوذ بالألف قال في الحرز رواية الحاكم نعوذ أي بالنون قلت وكذا رواية ابن السني وعلى رواية الحاكم اقتصر صاحب السلاح كما اقتصر المصنف على رواية ابن السني قال في الحرز وأعوذ رواية ابن أبي شيبة قلت ولعلها رواية أحمد أو الترمذي وإلا فالسيوطي أورده بالألف ولم يرمز في مخرجيه لابن أبي شيبة والله أعلم. قوله:(نعار) هو بفتح النون وتشديد العين