للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن فضالة بن عبيد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحَدُكمْ فَليَبْدأ بِتَحميدِ اللهِ تعالى والثناءِ عَليهِ، ثم يُصَلي على النبِي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يَدعُو بِمَا شاءَ".

[باب الحث علي ذكر االله تعالى بعد صلاة الصبح]

اعلم أن أشرف أوقات الذِّكْر في النهار، الذِّكْر بعد صلاة الصبح.

روينا عن أنس رضي الله عنه

ــ

رأى رجلًا الخ، وأخرجه ابن السني مقتصرًا على الحديث دون القصة قال الحافظ وليس في سنده من يوصف بالضعف إلَّا ابن لهيعة وكأن المصنف ضعفه بسببه وابن لهيعة لم ينفرد به بل رواه غيره كما ترى وعجيب من اقتصاره على تضعيف هذا السند دون غيره من الأحاديث التي أوردها قبل من كتاب ابن السني مع أن أكثرها ضعيف وهذا صحيح المتن رواته ثقات مخرج لهم في الصحيح إلَّا واحدًا فاتفقوا على ضعفه وقد ذكر المصنف في المجموع الحديث وقال رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم قال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم فكأنه لم يستحضر ذلك هنا اهـ. قوله: (عَنْ فضالة بنِ عُبيْدٍ) وهو فضالة بن الفاتح بن عبيد بن ناقد الأنصاري الأوسي العمري شهدا أحدًا وما بعدها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد فتح مصر زمن عمرو وسكن دمشق وولي قضاءها لمعاوية وأمره على غزو الروم في البحر مات سنة ثمان وخمسين وقيل قبلها بدمشق وذكر أن معاوية حمل نعشه وقال لا يحمل بعده مثله روي له فيما قيل. انفرد مسلم منها بحديثين وخرج عن الأربعة وغيرهم. قوله: (صلى أحدُكمْ) أجدكم الصلاة ذات الركوع وهذا الحديث من جملة أدلة إمامنا الشافعي على وجوب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهد وسبق بسطه. قوله: (وليثنَ علَيهِ بمَا هو أَهلهُ) عطف تفسير على قوله ليحمد الله أي ليثن عليه والثناء ما علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه منَ التشهد ففيه أعظم الثناء وأفضله ويحتمل أن يقال صلى أحدكم أي فرغ من صلاته وهو ظاهر صنيع المصنف وفيه تنبيه على بعض آداب الدعاء وسبب استجابته والله أعلم.

باب الحث علي ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح

قوله: (اعلْم أَن أشْرَفَ أَوقاتِ الذكرِ في النهارِ) خرج به الليل والدعاء فيه أفضل منه في النهار

<<  <  ج: ص:  >  >>