وَهُوَ فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ، اللهم اشْكُرْ حَسَنَتَهُ، وَاغْفِرْ سَيئَتَهُ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَاب القَبْرِ، واجْمَعْ لَهُ بِرَحْمَتِكَ الأمْنَ مِنْ عَذَابِكَ، وَاكْفِهِ كُل هَوْلِ دُونَ الجَنّةِ، اللهُم اخْلُفْهُ في تَركَتِهِ في الغابِرِينَ، وَارْفَعْهُ في عِلِّيِّينِ، وَعُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".
[باب ما يقال بعد الدفن]
السُّنَّةُ لمن كان على القبر أن يحثيَ في القبر ثلاث حَثَيَاتٍ بيديه جميعًا من
ــ
لقوله فأنت أهل العفو. قوله:(أشكُرْ حَسنتَهُ) أي أثبت عليها أو اثنتين عليه لها في عالم الملكوت ولذكر الله أكبر وفي آخر الخبر القدسي ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه. قوله:(وأعِذهُ منْ عَذابِ القبْر) أي ومن سببه أي فتنة القبر كما يوميئ إلى ذلك عموم قوله بعده واجمع له برحمتك الأمن من جميع عذابك أي في قبره وفي معاده وقوله واكفه كل هول الخ. قوله:(في تَرِكَتِهِ) أي فيمن تركه من اللهل والولد. قوله:(وارْفعهُ) أي ارفع مقامه في مقام عليين أي أعلى درجات الجنة وهو في الأصح جمع واحده على مشتق من العلو للمبالغة. قوله:(وعُدْ) بضم العين من عاد يعود بمعنى تفضل ومنه قولهم عاد الله عليك بإحسانه وقال الشاعر:
مرضت لله قوم ... ما منهم من جفاني
عادوا وعادوا وعادوا ... على اختلاف المعاني
باب ما يقول بعد الدفن
قوله:(السنةُ لمَنْ كانَ عَلَى القبر) أي على شفير القبر كما عبر به في الأم وذلك للاتباع رواه ابن ماجة بسند جيد كما قاله البيهقي وقيده به جماعة واختار في التفقيه استحباب ذلك لمن حضر الدفن وإن لم يكن على شفير القبر ولما فيه من المشاركة في هذا الغرض كذا في شرح الروض وفي التفقيه ويستدل له بما روي أن المؤمن إذا مات غفر له ولمن غسله وكفنه