للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب استحباب دعاء الإنسان بأن يكون موته في البلد الشريف]

روينا في "صحيح البخاري" عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها، قالت: قال عمر رضي الله عنه: اللهُم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: أنى يكون هذا؟ قال: يأتيني الله به إذا شاء.

[باب استحباب تطييب نفس المريض]

ــ

[باب استحباب دعاء الناس في البلد الشريف]

وأشرف الأماكن كبلدان المساجد الثلاثة وأشرفها مكة ثم المدينة ثم بيت المقدس قال بعضهم وينبغي أن يلحق بها محال الصالحين وبحث بعضهم إن الدفن بالمدينة أفضل منه بمكة لعظم ما جاء فيه بها وكلام الأئمة يرده قوله: (رَوَيْنَا الخ) قال الحافظ أخرجه البخاري تعليقًا فقال قال يزيد بن زريع فذكره ووصله آخر عن يزيد بن أسلم عن أبيه عن حفصة اهـ، وفي الحرز ورواه أبو زرعة في كتاب العلل.

[تنبيه]

ما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - من قوله الحقني بالرفيق الأعلى ليس تمنيًا للموت غايته إنه يستلزم كذلك والمنهي ما يكون هو المقصود لذاته أو النهي هو المقيد وهو ما يكون من مرض أصابه وهذا ليس منه بل للإشتياق إليهم لا يقال قوله الحقني تمن للموت لأنا نقول قوله - صلى الله عليه وسلم - بعد علمه إنه ميت في يومه ورؤية الملائكة المبشرة له عن ربه بالسرور الكامل ولذا قال لفاطمة لا كرب على أبيك بعد اليوم فكانت نفسه مفرغة للحاق بكرامة الله وسعادة الأبد فكان ذلك خيرًا له من كونه في الدنيا وكذا أمر أمته حيث قال فليقل اللهم توفني ما كانت الوفاة خيرًا لي قاله الكرماني في شرح البخاري. قوله: (قَال يأتيِني الله بِهِ إِذَا شاءَ) أي وقد فعل الله به قتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة كافر مجوسي وكان عبدًا روميًّا وقيل كان أصبهانيًّا أزرق العين مسترخي الجفن جريئًا فأدركت عمر الشهادة والوفاة بالمدينة النبوية فأعطي مراده وكانت دعوته مستجابة رضي الله عنه قال مالك لا أرى عمر دعى ما دعا به، من الشهادة إلَّا خاف التحول من الفتن نقله القرطبي في التذكرة.

[باب استحباب تطييب نفس المريض]

أي بالتنفيس له في أجله ليكون ما في الباب من الحديث على طبق الترجمة

<<  <  ج: ص:  >  >>