ومن أدلَّ ما يستدل به ما روينا في كتابي أبي داود والترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال:"استأذنتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في العمرة، فأذن لي وقال: لا تَنْسَنَا يا أُخَي مِنْ دُعائِكَ، فقال: كلمة ما يسرُّني أن لي بها الدنيا".
وفي رواية قال:"أشْرِكْنا يا أُخَيُّ في دُعائِكَ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي ذكرناه في "أذكار المسافر".
[باب نهي المكلف عن دعائه على نفسه وولده وخادمه وماله ونحوها]
روينا في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَدْعُوا على أنْفُسِكُمْ وَلا تَدْعُوا على أوْلادِكُمْ وَلا تَدْعُوا على خَدَمِكُمْ وَلا تَدْعُوا على أمْوَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ الله ساعَةَ نَيلٍ فِيها عَطَاءٌ فَيُسْتَجابَ لَكُمْ" قلت: قيل بكسر النون وإسكان الياء، ومعناه: ساعة إجابة ينال الطالب فيها ويعطى مطلوبه.
وروى مسلم هذا الحديث في آخر "صحيحه" وقال فيه: "لا تَدْعُوا على أنْفِسِكُمْ، وَلاَ تَدعُوا علي أوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على أمْوَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ الله تَعالى ساعَةً يُسألُ فيها عَطاء فيَسْتَجِيبُ لكم".
ــ
فاستغفر له" الحديث. قوله:(ومن أدل ما يستدل به الخ) تقدم الكلام في أذكار المسافر في باب وصية المقيم المسافر بالدعاء له في مواطن الخير وإن كان المقيم أفضل من المسافر.
باب نهي المكلف عن دعائه على نفسه وولده وخادمه وماله، ونحوها
أي عند تعبه من ذلك إما لمؤنة تغلب عليه أو لأذى حصل له مما ذكر أو نحوه. قوله:(لا توافقوا من الله ساعة الخ) نهي للداعي وعلة للنهي أي لا تدعوا على من ذكر كي لا توافقوا من الله ساعة (نيل فيها عطاء فيستجيب) بالنصب جواب للنهي أي فهو يستجيب