وروينا في سنن أبي داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا سَمِعْتُمْ نُباحَ الكِلابِ ونَهِيق الحَميرِ باللَّيلِ فتَعَوَّذُوا بالله، فإنَّهُنَّ يَرَيْنَ ما لا تَرَوْنَ".
[باب ما يقوله إذا رأى الحريق]
وروينا في كتاب ابن السني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذَا رَأَيْتُمُ الحَرِيقَ فَكَبِّرُوا، فإنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفِئُهُ" ويستحب أن يدعو مع ذلك بدعاء الكرب وغيره مما قدَّمناه في "كتاب الأذكار للأمور العارضات وعند العاهات والآفات".
ــ
يختلف في أوقاته المعتادة لصياحه طال الليل أم قصر. قوله:(فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً) بفتح أوليه قال القاضي: سببه رجاء تأمين الملائكة على
الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين والتبرك بهم اهـ، وقيل: لعل المعنى أن الديك أقرب الحيوانات صوتاً إلى الذاكر من الله تعالى لأنها تحفظ أوقات الصلوات غالباً. قوله:(وروينا في سنن أبي داود الخ) وكذا رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان والحاكم في المستدرك من جملة حديث وفيه بعد قوله: ما لا ترون واقلوا الخروج إذا هدأت الرجل فإن الله عزّ وجلّ يبث في ليله من خلقه ما يشاء وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم.
باب ما يقول إذا رأى الحريق
أي اشتعال النار في المتاع. قوله:(فكبروا) أي على جهة التعظيم الله فإن التكبير يطفئه وسر ذلك أن في التهاب النار ظهور سلطانها ولا سلطان عند ذكر كبرياء الله وجلاله لغيره تعالى والله أعلم، وقال ابن القيم في الهدى كأن سبب ذلك أن الحريق سببه النار وهي مادة الشيطان التي خلق منها وكان فيه من الفساد العام ما يناسب