قد تقدم في أول الكتاب ما يقوله الخارج من بيته، وهو مستحب للمسافر، ويستحب له الإكثار منه، ويستحب أن يودِّع أهله وأقاربه وأصحابه
ــ
آمنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله إلا رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شره" حديث غريب رجاله موثقون إلا الراوي عن عثمان، فمبهم لم بسم قال: وأخرجه أحمد بهذا السند. قوله:(إليك توجهت) ينبغي أن يكون حال نطقه بذلك متوجهًا إلى الله تعالى بقلبه، وإلا كان كاذبًا في هذا المقام فيخشى عليه المقت. وقد ذكر العلماء ذلك في قول المصلى أول الصلاة وجهت وجهي الخ كما تقدم. قوله:(وبك) أي لا بغيرك (اعتصمت) أي تمسكت وامتنعت من الغير من عصم منع. قوله:(ما أهمني) أي من سائر أمور الدارين كما يؤذن به كلمة، ما، أي الذي وقع عندي الاهتمام به أي من شأن الدارين، (وما لا أهتم به) أي ما لم يقع عندي اهتمام به من ذلك، فاكفني بفضلك كل ذلك قوله:(زودني التقوى) أي اجعلها زادي فإن خير الزاد التقوى لأنها زاد المعاد. قوله:(للخير) أي الديني والدنيوي من الحج والجهاد وصلة الرحم ونحو ذلك أو يسر لي أنواع الفضل في سفري واجعله مبلغًا لي إلى مرادي والله سبحانه أعلم.
[باب أذكاره إذا خرج]
قوله:(ويستحب له الإكثار منه) أي من الذكر المشروع للخارج من بيته لأن هذا أحوج إليه لمفارقته الدار والبلد. قوله:(ويستحب أن يودع أهله) أي لما ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد سفرًا أتى أصحابه فسلم عليهم وإذا قدم من سفر أتوا إليه فسلموا عليه، وروى أبو يعلى والطبراني عن أبي هريرة إذا أراد أحدكم سفرًا فليسلم على إخوانه فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرًا، فيسن له أن يذهب إلى من ذكره المصنف ليودعهم وليتحلل منهم ويطيب