للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجيرانه، ويسألهم الدعاء له ويدعوَ لهم.

وروينا في "مسند الإِمام أحمد بن حنبل" وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه

ــ

قلوبهم ما أمكن، وإنما كان هو المودع لأنه المفارق والتوديع منه، والقادم يؤتى إليه ليهنأ بالسلامة. وقال الشيخ أبو الحسن البكري بعد نقل استحباب كون المسافر يودع المقيم عن ابن خليل المكي كأنه استند إلى حديث "إذا أراد أحدكم سفرًا فليسلم على إخوانه الخ" وهو ضعيف لضعف العلاء بن يحيى البلخي في سنده والضعيف وإن كان يعمل به في فضائل الأعمال إلا أن الكلام هنا في التخصيص والضعيف لا يعمل به إذا عارضه الصحيح، وفي المعارضة تأمل لعدم صراحة حديث ابن عمر في كونه - صلى الله عليه وسلم - كان يجيء لمن يريد سفرًا فيودعه كخبر الترمذي أي الآتي عن ابن عمر كان - صلى الله عليه وسلم - يودعنا الخ وغيره اهـ، وسبق في ذلك فعله - صلى الله عليه وسلم -. قوله: (ويسألهم الدعاء) أي لحديث الطبراني فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرًا.

قوله: (روينا في مسند الإِمام أحمد وغيره الخ) قال الحافظ بعد إخراج الحديث بجملته عن ابن عمر، وهو عن المطعم بن المقدام عن مجاهد قال: أتيت ابن عمر أنا ورجل معي أردنا الخروج إلى الغزو فشيعنا فلما أراد أن يفارقنا قال: "إنه ليس لي ما أعطيكما، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا استودع الله شيئًا حفظه، وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتيم أعمالكما" قال هذا حديث صحيح أخرجه النسائي وابن حبان في النوع الثاني من القسم الأول من صحيحه، وأخرجه الإِمام أحمد من طريق قزعة بن يحيى عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن لقمان الحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئًا حفظه" وأخرجه النسائي في اليوم والليلة من هذا الوجه ومن طريق أخرى فيها اختلاف في تسمية التابعي. قال الحافظ وهذا ينبغي أن يدخل في رواية الأكابر عن الأصاغر سواء كان نبيًّا أم لا اهـ. وهذا الحديث الذي ذكره الحافظ في الكلام على حديث ما خلف أحد الخ أنه سيأتي

<<  <  ج: ص:  >  >>