"يا عَلِيُّ ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمات إذا وَقَعْتَ في وَرْطَةٍ قُلْتَها؟ " قلتُ: بلى، جعلني الله فداك، قال:"إذا وقَعْتَ في وَرْطَةٍ فَقُلْ: بِسْم اللهِ الرحمنِ الرَحِيم، ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلا باللهِ العَلي العَظِيمِ، فإن اللهَ تعالى يَصْرِفُ بِها ما شَاءَ مِنْ أنواعِ البَلاءِ".
قلت: الورطة بفتح الواو وإسكان الراء: وهي الهلاك.
باب ما يقول إذا خاف قومًا
روينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود، والنسائي، عن أبي موسى الأشعري
ــ
الطبراني في كتاب الدعاء هذا حديث غريب وفي سنده عمرو بن بشر وهو ضعيف اتفقوا على توهينه وهو يروي الحديث عن أبيه وهو بكسر المعجمة وسكون الميم بعدها راء لم أر له ذكرًا في كتب الجرح والتعديل اهـ. قوله:(جَعلنِي الله فِداءَكَ) فيه التفدية والأصح جوازها وكذا جواز فداك أبي وأمي كما
سيأتي في آواخر الكتاب. فصل له:(في ورطة) قال في النهاية الورطة الهوة العميقة في الأرض ثم أستعير للناس إذا وقعوا في بلية يعسر المخرج منها وفي المصباح الورطة الهلاك وأصلها الوحل تقع فيه الغنم فلا تقدر على التخلص وقيل أصلها أرض مطمئنة لا طريق فيها يرشد إلى الخلاص وتورطت الغنم وغيره إذا وقعت في الورطة ثم استعملت في كل شدة وأمر شاق وتورط في الأمر فلان واستورط إذا ارتبك فلم يسهل له المخرج وقال الجوهري الورطة الهلاك وأصل الورطة أرض مطمئنة لا طريق فيها. قوله:(ولا حولَ ولا قوةَ إِلَّا بالله) سبق الكلام على هذه الجملة أول الكتاب وفي باب فضل الذكر وفي إجابة المؤذن في الترمذي عن مكحول من قال لا حول ولا قوة إلَّا بالله ولا ملجأ من الله إلّا إليه كشف عنه سبعون بابًا من الضر أدناها الفقر وفي حديث آخر من قال في كل يوم مائة مرة لا حول ولا قوة إلَّا بالله لم يصبه فقر أبدًا وفي حديث أبي هريرة عند الحاكم كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم قاله الترمذي لأن العبد إذا قال لا حول ولا قوة إلَّا بالله تبرأ من الأسباب وتخلى من وبالها فجاءته القوة والعصمة وجاءه الغياث والرحمة.