روينا في كتاب ابن السني، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله
ــ
لا حول ولا قوة لنا إلَّا به سبحانه وأصله جعلت فلانًا في نحر العدو أي مقابلته ليحول بيني وبينه ويدفعه عني وخص النحر بالذكر لأن العدو يستقبل به عند التصاف للقتال وللتفاؤل بأن المؤمنين ينحرونهم عن آخرهم والمعنى نسألك أن تصدهم وتدفع شرورهم وتكفينا أمورهم وقيل نسألك أن تتولانا في الجهة التي يريدون أن يأتوا لنا منها. قوله:(ونعوذُ بكَ من شرُورِهم) هو كالعطف التفسيري.
[فائدة]
روى أبو نعيم في المستخرج على مسلم عن البراء بن عازب في حديث الهجرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا على مالك بن سراقة بن جعشم حين اتبعه وأبا بكر رضي الله عنه فقال اللهم اكفنا بما شئت فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها قال في السلاح وقد أسلم سراقة.
باب ما يقول إذا خاف سلطانًا
أي ذا سلطنة وترجم في السلاح إذا خاف سلطانًا ونحوه قوله:(رَوَيَنَا في كِتَابِ ابنِ السّنّي الخ) قال الحافظ أخرجه من رواية محمد بن الحارث الحارثي أحد الضعفاء عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني بفتح الموحدة وسكون التحتانية وفتح اللام وتخمف الميم وبعد الألف نون عن أبيه عن ابن عمر محمد بن عبد الرحمن اتفقوا على تضعيفه واتهمه بعضهم بالكذب وذكر ابن حبان أن محمد بن الحارث روى عنه نسخة موضوعة مشبهة بما هي حديث. قال الحافظ وقد وقع لي هذا الحديث بزيادة فيه كثيرة ونقصان يسير من أول حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس وسند كل منهما أولى بالذكر من هذا أما حديث ابن مسعود فقال عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تخوفت من أحد شيئًا فقل اللهم رب السموات السبع وما فيهن ورب العرش العظيم ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل كن لي جارًا من عبدك فلان وأشياعه أن يطغوا عليّ وأن يفرطوا عليّ عزَّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله إلَّا أنت ولا حول ولا قوة إلَّا بك هذا حديث حسن رواته موثقون وفيهم أئمة في سنده انقطاع لأن عبيد الله بن عبد الله بن عقبة