"وَغَفَرَ ذَنْبَكَ"، قال: زدني، قال:"وَيَسَّرَ لَكَ الخَيرَ حَيثُما كُنْتَ" قال الترمذي: حديث حسن.
[باب استحباب طلبه الوصية من أهل الخير]
روينا في كتاب الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني، قال:"عَلَيكَ بتَقْوَى اللهِ تعالى،
ــ
التقوى لأنها زاد المعاد (وغفر ذنبك) أي الواقع في السفر غالبًا من أنواع التقصير وكذا غيره من الذنوب كما يقتضيه عموم المفرد المضاف (ويسر) أي سهل (لك الخير) المديني والدنيوي من الحج والغزو والعلم وطلب الحلال وصلة الرحم وأمثال ذلك (حيثما كنت) أي متوجهًا إليه ومشرفًا عليه قال الطيبي يحتمل أن الرجل طلب الزاد المتعارف فأجابه - صلى الله عليه وسلم - بما أجاب على طريق أسلوب الحكيم إن زادك أن تتقي محارمه وتجتنب معاصيه ومن ثم لما طلب الزيادة قال وغفر ذنبك فإن الزيادة من جنس المزيد عليه وربما زعم الرجل أن يتقي الله وفي الحقيقة لا يكون تقوى فرتب عليه المغفرة بقوله وغفر ذنبك أي يكون ذلك لائقا بحيث تترتب عليه المغفرة ثم ترقى منه إلى قوله ويسر لك الخير الخ وأل في الخير للجنس فيتناول خيري الدنيا والآخرة اهـ ثم قيل التزود أخذ الزاد. أما الزاد فالمدخر الزائد على ما يحتاج إليه في الوقت قال تعالى "وتزودوا التقوى" والله أعلم.
باب استحباب طلب الوصية من أهل الخير
قوله:(روينا في كتاب الترمذي الخ) وكذا رواه النسائي كما في السلاح قال الحافظ وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان وروى أحمد عن وكيع بمعناه ومدار الحديث عندهم على أسامة بن زيد الليثي وهو الذي رواه عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة وأسامة مدني صدوق تكلموا في حفظه قال أحمد: إن تدبرته عرفت فيه النكرة وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال الحاكم أخرج ما أخرج له مسلم في الاستشهاد وهو مقرون اهـ ثم لفظ الحديث هذا للترمذي. قوله:(عليك بتقوى الله) عليك اسم فعل بمعنى خذ يقال عليك زيدًا وعليك به أي خذه،