روينا في "صحيح البخاري" عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال:"اللهُم صَيبًا نافعًا".
ورويناه في "سنن ابن ماجه" وقال فيه: "اللهُم صَيِّبًا نافِعًا" مرتين أو ثلاثًا.
وروى الشافعي رحمه الله في "الأم" بإسناده حديثًا مرسلًا، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"اطْلُبُوا اسْتِجَابَةَ الدُّعاءِ عِنْدَ التِقَاءِ الجُيُوشِ، وَإقامَةِ الصلاةِ، وَنُزُولِ الغَيْثِ" قال الشافعي: وقد حفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث، وإقامة الصلاة.
ــ
باب ما يقول إذا نزل المطر
قوله:(رَوَيْنَا في صحيح البُخارِي) قال الحافظ بعد تخريجه وذكر له النسائي طرقًا. قوله:(نافِعًا) أي مطرًا ينفع لا مغرقًا كطوفان نوح عليه السلام قاله ابن مالك وقال الطيبي هو تتميم في غاية الحسن لأن صيبا مظنة الضرر وتبعه عليه ابن حجر الهيتمي ويجوز أن يكون احترازًا عن مطر لا يترتب عليه نفع أعم من أن يترتب عليه ضرر أم لا وسبق أنه كان يقول صيبا هنيئًا وقد أخرجها الحافظ في الأمالي عن بعض رواة هذا الحديث وسيأتي عن ابن ماجة سيبًا بالسين المهملة والتخفيف قاله الحافظ وينبغي كما نقل في المرقاة عن المصنف الجمع بين ذلك كله أو يأتي بما في كل رواية والله أعلم.
قوله:(وَرَوَيْنَا في سُنَنِ ابنِ ماجَة) وكذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه كما في الحصن. قوله:(سَيِّبا) أي اسقنا سيبا أي مطرًا نافعًا قال ابن الجزري هو بإسكان الياء أي جاريًا يقال ساب الماء وانساب إذا جرى اهـ، وفي القاموس المسيب مصدر ساب وأشار ابن الجزري إلى أنه مصدر بمعنى الفاعل صفة لموصوف محذوف أي اسقنا مطرًا جاريًا وقال في السلاح المسيب العطاء. قوله:(اطلُبُوا اسْتِجَابةَ الدُّعاءِ الخ) رواه عمن لا يتهم عبد العزيز بن عمر عن مكحول وسبق الكلام عليه في باب ما يقول عند الإقامة وورد عند الحاكم عن سهل بن سعد مرفوعًا اثنتان ما تردان الدعاء عند الندا وتحت المطر أورده في الجامع الصغير