أخرى وهو الغليظ المرتفع من الأرض، وقيل: الفلاة التي لا شيء فيها، وقيل: غليظ الأرض ذات الحصى، وقيل: الجَلْد من الأرض في ارتفاع.
وروينا في "صحيحيهما" عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ هلَّلنا وكبَّرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناسُ ارْبَعُوا على أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ وَلا غائِبًا، إنَّهُ مَعَكُمْ، إنَّه سَمِيعٌ قَرِيبٌ".
وروينا في كتاب الترمذي الحديث المتقدِّم في باب استحباب طلبه الوصية، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عَلَيكَ بِتَقْوَى الله تَعالى، والتَّكْبِيرِ على كُل
ــ
آئبون تائبون إن شاء الله عابدون لربنا حامدون اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر الحديث وأخرجه عن البخاري المحاملي في كتاب الدعاء وابن أبي عاصم في كتاب الدعاء أيضًا وفي الباب عن ابن عباس أخرجه أحمد بسند قوي اهـ. قوله:(وهو الغليظ المرتفع من الأرض الخ) هذا ما في النهاية واقتصر عليه وقال العلقمي نقلًا عن الفتح للحافظ الأشهر تفسيره بالمكان المرتفع وقيل هو الأرض المستوية. قوله:(لا شيء فيها) أي من شجر وغيره. قوله:(وقيل الجلد من الأرض في ارتفاع) وزاد المصنف
في شرح مسلم حكاية قول آخر بأنه الجلد من الأرض من غير اعتبار ارتفاع قال وجمع فدفد فدافد اهـ. قوله:(وروينا في صحيحيهما) قال في السلاح رواه الجماعة أي الستة وفي رواية للبخاري أيضًا قال: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - في عقبة أو قال في ثنية قال فلما علا عليها نادى رجل فرفع صوته لا إله إلا الله والله أكبر وذكر الحديث زاد الحافظ أخرج الحديث ابن خزيمة وأخرجه الحافظ أيضًا من طريق عبد الله ابن الإِمام أحمد بن حنبل بنحوه وزاد بعد ولا غائبًا ندعوه سميعًا قريبًا. قوله:(اربعوا) هو بهمزة وصل وفتح موحدة معناه ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم فإن رفع الصوت إنما يحتاج إليه الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه وأنتم تدعون الله وليس هو بأصم ولا غائب بل هو سميع قريب وهو معكم أينما كنتم بالعلم