"مَنْ نسِيَ أن يُسَمِّيَ على طعامِهِ فَلْيَقْرأ: قُلْ هُوَ اللهُ أحد، إذا فَرَغَ".
قلت: أجمع العلماء على استحباب التسمية على الطعام في أوله، فإن ترك في أوله عامدًا
أو ناسيًا أو مكرهًا أو عاجزًا لعارض آخر ثم تمكن في أثناء أكله، استحبَّ أن يسميَ، للحديث المتقدم، ويقول:
ــ
والإنكار على من يتعمده، في كلام كثير في جزء مشهور يسمى رسالة البيهقي إلى الجويني والله أعلم اهـ. ثم مدار الحديث عند الجميع على حمزة وقد علمت حاله وهو يرويه عن أبي الزبير عن جابر. قوله:(من نسي أن يسمي الله الخ) قال ابن حجر الهيتمي في الإمداد وفي حديث عن أبي يعلى الموصلي وغيره مرفوعًا من قرأ لإيلاف قريش أمن من كل خوف وهو يؤيد ما قيل إنها أمان من التخمة فينبغي قراءتها أيضًا بعد الأكل، وحكمة قراءتها تنزيه البارئ سبحانه عن أن يطعم أو يشرب لأن الصمد هو الذي لا جوف له والتذكير بنعمة الإطعام من الجوع مع التبرك بها لدفع ما يخاف من غوائل الطعام. قوله:(أجمع العلماء على استحباب التسمية الخ) أي وإن كان الآكل جنبًا أو نحوه لكن لا يقصد بها القرآن. قوله:(فإن تركه في أوله عامدًا الخ) ألحق أصحابنا هذه الأحوال بالحال
المنصوص عليها في الخبر وهو حال النسيان بجامع الترك في كل، وأيضًا فالمراد من الإتيان بها للناس إيذاء الشيطان ليتقيأ ما أكله وهذا القدر يطلب من الجميع وليس الملحظ كونه معذورًا في الترك إذ لو لحظ ذلك لمنع الشيطان من مؤاكلته ولم يحتج إلى أن يجعل للناسي طريق في ذلك كذا قيل: ولا يخفى ما فيه والمراد الإكراه على ترك التلفظ بهذا الذي هو مدار الاعتبار في الأذكار اللفظية وبه يندفع ما في شرح الشمائل للقارئ من قوله الإكراه أشد عذرًا من الجهل والنسيان مع أنه لا يتصور منعه عن البسملة إلا جهرًا أو لسانًا فحينئذٍ يكتفي بالذكر قلبًا وأن ظاهره أن الذكر القلبي المأتي به حال الإكراه مغنٍ في دفع الشيطان عن الإطعام بعد زوال الإكراه ولا يحتاج في دفعه إلى قوله بسم الله أوله وآخره ولا يخفى بعده